سيطرت حالة من الهدوء الحذر علي شوارع محافظة السويس نهار أمس، بعد فتح اغلب المصالح الحكومية ابوابها وعادت حركة العمل بالبنوك مع انتشار وحدات الجيش الثالث الميداني بشوارع المدينة وخروج 25 دورية لتمشيط الشوارع وضبط الخارجين عن القانون، وذلك بعد يومين من شيوع الفوضي وانتشار اعمال البلطجة والنهب والسرقات وتواجدت قوات الجيش بشكل مكثف أمام البنوك والمنشآت الحكومية كما تم فرض اكمنة علي الطرق الثلاث التي تصل السويس بمحافظات الاسماعيليةوالقاهرة والبحر الاحمر، بجانب الاكمنة الامنية بالطرق والشوارع الرئيسية داخل المدينة خاصة علي شارع الجيش. وقد بدأت النيابة العامة بالسويس بإشراف المستشار أحمد عبد الحليم المحامي العام لنيابات السويس تحقيقات موسعة في احداث الاشتباكات بين المحتجين وقوات الشرطة بمحيط مديرية الامن وديوان عام محافظة السويس، ويباشر سامح عثمان رئيس النيابة الكلية بالسويس التحقيقات في مقتل استشهاد 8 من المتظاهرين ومجند شرطة، حيث انتقل فريق من النيابة برئاسه ضم 12 عضوا بالنيابة الكلية و15 سكرتير نيابة لقيادة الجيش الثالث الميداني بمنطقة عجرود لمباشرة عملهم بعدما تم تخصيص مكان مؤقت لهم، نظرا للأوضاع الامنية علي ان تستكمل التحقيقات من المكان المؤقت. وطالبت النيابة استدعاء اهالي المتوفين في الاحداث، والاستماع لشهود العيان كما طلبت تحريات الجهات الامنية ، وأمرت بانتداب المعمل الجنائي لمعاينة الاماكن التي تم احراقها واتلافها بالسويس من اقسام الشرطة وادارة الاطفاء، فضلا عن حرق أكثر من 20 سيارة شرطة، وديواني عام المحافظة الجديد والقديم ، ومن المقرر أن ينتقل اليوم فريق من النيابة لمعاينة هذه الاماكن حيث تسبب الوضع الامني بالسويس في اعاقتهم من القيام بعملهم. وعلمت الاخبار أن أحد القيادات الامنية بمديرية أمن السويس قدم قرص سي دي مسجل عليه مقاطع فيديو وصور لأحداث الاشتباكات توضح المتهمين في الاحداث المتسببين في قتل ضحايا السويس علي جانب آخر حدثت بعض التلفيات بديوان عام المحافظة الجديد حيث قام الخارجون عن القانون والبلطجية في وقت متأخر من الجمعة الماضية بتحطيم المكتب الاعلامي بالمحافظة ومكتب الامن ومركز المعلومات، وقاموا بسرقة بعض المحتويات من أجهزة الكمبيوتر ، واتلفوا ما لم يتمكنوا من سرقته، وقال المهندس مصطفي زهران سكرتير عام المحافظة انه تم تشكيل لحصر الخسائر والتلفيات وما تم الاستيلاء علية، وتحديد قيمتها. بينما شهد ديوان عام المحافظة القديم حجما هائلا من الخسائر بداية من النيابة الادارية قسم اول التي اتت النار علي محتوياتها، ومكتبة المحافظة، وإدارة تشغيل الشباب، وقاعة المحافظة، بجانب اشعال كابل الكهرباء المغذي للمبني مما تسبب في مغادرة اغلب الموظفين بعد توجههم امس للعمل. فيما قال أيمن فهمي المستشار الاعلامي لمديرية التربية والتعليم هناك أكثر من 2500 معلم بمدارس السويس انتظموا في كنترولات تصحيح اوراق اجابات الشهادة الابتدائية والاعدادية العامة والمهنية، ولم تتجاوز نسبة الغياب 2٪ ووفرت القوات المسلحة تأمينا شاملا علي المدارس الثلاث التي تجري بداخلها عملية التصحيح. و قال د. عبد المنعم سالم مدير مستشفي السويس العام أن هناك 5 مصابين يتم علاجهم بمستشفي السويس العام، حيث تعرضوا لإصابات خطيرة استدعت التدخل الجراحي وتركيب انابيب جراحية لشفط التجمعات الدموية بالرئة لأثنين منهم، بينما تستقر حالتهم نسبيا بمرور الوقت، فيما اصيب 21 شخصا بكدمات وجروح سطحية خلال الاشتباكات بمحيط قسم شرطة عتاقة خلال محاولة تهريب المساجين وكان قسم شرطة عتاقة قد شهد مساء امس الاول اشتباكات بين قوات الجيش والشرطة التي تؤمن القسم وبين أهالي المسجونين المحتجزين بالسجن العمومي الملحق بالقسم. وامر اللواء اركان حرب اسامة عسكر قائد الجيش الثالث الميداني بالدفع بقوات اضافية لتعزيز موقف القوات امام القسم، وتمكنت هذه القوات من ردع اهالي المساجين والسيطرة علي الموقف واحكام قبضتها علي القسم واعادة فتح الطريق. وقال اللواء عادل رفعت مدير امن السويس إن قوات الشرطة بالتعاون مع قوات الجيش قامت بتأمين نقل 151 مسجونا فجر امس الي أحد الاقسام المركزية بالقاهرة، فيما توفي مسجون يدعي مصطفي سيد وشهرته ( شفة) 18 سنة بعدما اصيب بطلق ناري نتيجة القذف المتواصل من أهالي المساجين بالاسلحة الآلية علي قوات الجيش والشرطة، وتم نقله لمشرحة المستشفي. ووزع افراد القوات المسلحة بالسويس بيانا جاء علي شكل رسالة من قيادة الجيش الثالث الميداني الي شعب السويس وجهت فيها القيادة الشكر لتعاونهم مع رجال الجيش في سرعة تطبيق الامن بالمدينة، وان شعب السويس ضرب المثل والقدوة وكان نموذجا للوطنية والتضحية، وكانوا علي عهدهم في الحفاظ علي المدينة الأبية. واكد البيان أن رجال الجيش هم العين الساهرة علي أمن المواطنين والدرع الواقية لهم وعليهم سرعة الابلاغ عن اي سلوك خارج عن القانون قد يضر بأمن المواطنين وممتلكاتهم وذلك علي الارقام (3671962- 3682800) مع ضرورة سرعة الابلاغ في حالات الاستغاثة علي تلك هذه الارقام، ودعي البيان شعب السويس للتمسك بالقيم النبيلة المعهودة عن ابناء المدينة. ومن جانبة قام اللواء أركان حرب اسامة عسكر قائد الجيش بجولة تفقدية علي قوات التأمين المنتشرة بالمدينة علي المنشآت الحيوية والعامة، والمجري الملاحي لقناة السويس، حيث يشهد المدخل الجنوبي للقناة ومبني الارشاد التابع للمجري الملاحي ومطل علي القناة تواجد تعزيزات امنية مكثفة ومدرعات لتأمين المبني ونقطة التقاء نهاية خليج السويس ببداية نفق الشهيد أحمد حمدي، كما تنتشر القوات علي طول خط القناة لتأمينه والتصدي بكل حسم ضد محاولات التخريب. وكذلك الامر بالنسبة لنفق الشهيد أحمد حمدي الذي يعد همزة الوصل بين اقليم الدلتا- القاهرة الكبري بشبة جزيرة سيناء، حيث تتواجد تعزيزات امنية وقوات مدرعة بجانب قوات الشرطة علي مدخلي النفق الشرقي والغربي ، مع اجراءات تفتيش مكثفة للعابرين من الجهتين اما بالنسبة للسلع التموينية فقال طلعت عبد العال ان السلع التموينية والمواد الغذائية متوفرة بالمجمعات، ولا يوجد نفق في اي منتج بعينه، لافتا الي أن المخابز تعمل بشكل طبيعي وفي حالة حدوث عجز في كمية الخبز المنتج يتم علي الفور تغطيته.