سادت حالة من الفوضي والخوف بشوارع السويس عقب انسحاب الشرطة من الاقسام وأغلقت المحال التجارية بعدما احكم اللصوص قبضتهم علي المدينه، في مشهد يعيد للسويس ذكريات أحداث ثورة 25 يناير وما شهدته مساء جمعة الغضب والايام اللاحقة له من فوضي وانتشار للسرقة واعمال السرقات، بما استدعي إعادة تشكيل لجان شعبية لحماية الممتلكات الخاصة والمناطق السكنية. وانتشرت في شوارع السويس أعمال نهب وسرقة متعلقات المارة تحت تهديد السلاح بشكل واسع والتعدي علي المواطنين، كما قام بعض البلطجية بغلق شارع الجيش من ميدان الترعة امام السيارات المتجهه لشارع أحمد عرابي، مع سرقة بعض المحال التجارية. وأصبحت الشوارع خالية من المارة وسكن السكون المدينة وتحول حي السويس من مكان رواح للحركة الي ما يشبه مدينة للأشباح. كانت الاشتباكات قد تجددت عصر أمس أمام مديرية امن السويس وقام خلالها المحتجون برشق مديرية الأمن بزجاجات المولوتوف والحجارة مما تسبب في نشوب حريق بجراج المديرية واحتراق 3 سيارات شرطة، بجانب تحطيم نوافذ مبني المديرية، في مشهد اعتبر المحتجون انه انتقاما للشهداء الثمانية الذين سقطوا أمس الاول. وعقب ذلك عززت قوات الجيش الثالث الميداني من الحواجز الامنية ومنعت دخول أي من المواطنين لمنطقة الخدمات التي تضم مبني المحافظة ومديرية الأمن ومجمع النيابات والمحاكم. فيما غادر المحتجون واتجهوا الي قسم السويس، واندس وسطهم عدد من اللصوص، وفور وصولهم قاموا بغلق الشارعين المؤديين للقسم ودارت الاشتباكات وتبادل لأطلاق النار من جانب ضباط وأفراد القسم والمحتجين واللصوص، وتم اشعال النيران في مبني ادارة الدفاع المدني المواجه للقسم بعد، وفر افراد الدفاع المدني بسيارات الاطفاء ، وتواصل الهجوم علي القسم الي ان اضطر الضباط للاستسلام والهروب ، واقتحم اللصوص القسم واستولوا علي ما فيه من اثاث وقاموا بتهريب بعض المتهمين لا يتجاوز عددهم 10 اشخاص محبوسين علي ذمة قضايا، بجانب سرقة بعض الاسلحة النارية التي لم يستطع الضباط حملها خلال الفرار، وكان لها نصيب المشاجرات علي تقسيم الغنائم عقب ذلك توجه اللصوص لقسم الأربعين ووجدوه خاويا من الشرطة التي تركته مضاء، بعدما قامت قوات الجيش الثالث بنقل الأسلحة والمساجين الي مكان آخر اكثر أمنا، ودخلوا القسم بسهولة وسرقوا بعض الاثاث ومتعلقات الضباط.. كما قاموا باقتحام قسم فيصل والذي كان خاليا أيضا من أي قوات شرطة فدخوله واستولوا علي ما فيه وسرقوا الدراجات النارية المتواجدة بالقسم، بجانب بعض السيارات الموقوفة بسبب محاضر ومخالفات مرورية..بينما قامت قوات الجيش الثالث الميداني بنشر تعزيزات أمنية علي قسمي الجناين وعتاقة وذلك بعد سقوط ثلاثة اقسام في قبضة البلطجية. كما قام المحتجون باقتحام قسم الجناين. وأشار مصدر أمني مطلع أن قسم عتاقة الذي يعد اكبر الاقسام مساحة ويضم اكبر سجن عمومي بالسويس يشهد حاليا تواجد 4 مدرعات وسيارة أمن مركزي، وتشكيليين من افراد الشرطة، و10 مجموعات قتالية من قوات الأمن وذلك للتصدي لاي محاولات للهجوم علي القسم. وأضاف المصدر أن قوات الجيش بعد اقتحام قسم السويس وحرقه قامت بنقل الاسلحة والذخيرة والمساجين والمحاضر من الاقسام الباقية لمكان أكثر أمنا..فيما تدور مواجهات عنيفة بين قوات الشرطة والمحتجين امام أدارة قوات الأمن، حيث استغل اللصوص والبلطجية السلاح الذي استولوا عليه من قسم السويس.. كما قام ملثمون في محافظة السويس باقتحام مقر إدارة مكافحة المخدرات كما قام مجهولون باقتحام قسم شرطة الجناين بالسويس بعد قيام قوات الشرطة التي كانت داخل القسم بمغادرة القسم عقب تعرضها لإطلاق الرصاص من قبل مجهولين. وأعلنت مديرية الصحة بالسويس ان حصيلة الاشتباكات قسم السويس بلغت 5 حالات اختناق و3 حالات اصابة بطلق ناري وخرطوش. وقال اللواء عادل رفعت مدير أمن السويس أن هناك 18 متهما هاربا من قسم السويس خلال عملية الأقتحام. وأضاف أن هناك 58 مصابا بين قوات الشرطة بينهم مصابين بطلق خرطوش وجروح وكدمات، فضلا عن استشهاد مجند عقب اصابته بطلق خرطوش استقر في رقبته، مما إدي إلي خروج زملائه عن السيطرة واصابتهم بنوبة غضب هستيرية، بالاضافة الي قيام مجهولين باطلاق اعيرة خرطوش تجاه 4 افراد شرطة كانوا متواجدين لتأمين مجمع نيابات ومحاكم السويس خارج منظومة تأمين المحافظة ومديرية الامن. وذكر شهود عيان قيام مجهولين ملثمين يستقلون سيارة ملاكي بألواح مطموسه بإطلاق النار من اسلحة آلية علي المحتجين، بدا واضحا لدي البعض ظهور وجوه جديدة بين صفوف الشرطة والمحتجين، في كلا الطرفين تحمل السلاح وتطلق النار كل منهما في وجه الاخر.. وقرر المهندس كامل سعفان رئيس المنطقة الجغرافية البترولية بالسويس أن اليوم أجازة بشركات البترول حرصاً علي سلامتهن. انتشرت وحدات الجيش الثالث الميداني بمنطقة الخدمات بالسويس، وجاء دفع القوات من الجيش الثالث من اجل الحفاظ علي أمن المواطن السويسي أولا والحفاظ علي الممتلكات العامة والخاصة، والمنشآت الحيوية، والاهداف الاستراتيجية بمدينة السويس . اكد العقيد احمد علي المتحدث العسكري الرسمي ان عناصر التأمين التابعة للجيش الثالث الميداني قامت بالتحفظ علي الأسلحة والمعدات الخاصة بمديرية أمن السويس ، إلي جانب نقل 38 مسجونا من الموجودين بأقسام المدينة إلي أماكن مؤمنة تابعة للجيش واوضح انه يتم مطاردة باقي العناصر التي تم تهريبها تم القبض علي 2منهم وبحوزتهم كميات كبيرة من المخدرات .