لماذا يقطع المتظاهرون الذين خرجوا للاحتفال بالعيد الثاني للثورة كوبري أكتوبر والكورنيش من الاتجاهين ويمنعون السيارات من المرور بل ويهاجمونها ويحطمون زجاجها ويعتدون علي من فيها؟ ولماذا يرشق المتظاهرون رجال الأمن الذين وقفوا لحماية المنشآت والمباني الحكومية؟ وما الذي يدفع المحتفلون لأن يوقفوا حركة مترو الانفاق ويعطلوا مصالح الناس بالساعات؟ ولماذا يهاجمون مقرات الإخوان المسلمين ويقتحمون مقر إسلام أون لاين ويسرقون اجهزة الكمبيوتر واللاب توب التي وجدوها في المقر قبل إتلافه؟ وهل يحق لنا أن نطلق اسم »الثوار« علي هؤلاء المتظاهرين؟ وكيف لي أن أصدق أن حفنة من الصبية في أعمار دون السابعة عشرة جاءوا من تلقاء أنفسهم ودفعهم حماسهم لجمع الحجارة وقطع الرخام والخرسانة ليحولوها الي قنابل يرجمون بها إخوانهم علي الطرف الآخر؟ وماذا يريدون بالضبط؟.. هل هذا هو الاحتفال بذكري الثورة أم أنها ثورة جديدة يقودها هذه المرة اصحاب مصالح ومتطلعون أو حاقدون أو اصحاب رغبة في التشويه أو الانتقام؟ مليون سؤال طرحتهم علي نفسي وأنا اقرأ المشهد الاحتفالي التخريبي المخزي لتمجيد ذكري العيد الثاني للثورة.. من الذي يحب مصر ومن الذي يكرهها في هذه التجمعات؟ من الخادع ومن المخدوع؟ من الذي استولي علي السلطة جبرا وزورا كي نخرج عليه كلنا لنخلعه؟ وهل يظن الطامعون والحاقدون أنهم سيهنأون بالسلطة إذا وصلوا اليها بهذا الاسلوب أم أنهم يضعون بأيديهم سننا سيئة سيكتوي المجتمع معهم بنارها علي الدوام؟ وهل بدأنا حرب العصابات أو حرب الشوارع حيث يرتدي الشباب الاقنعة والملابس السوداء في فكرة شيطانية ليعبثوا في الارض بفسادهم وهم مطمئنون الي ان احدا لن يكشف سترهم؟ وهل هي مصادفة أن تعود القنوات الفضائية لنفس عمليات التحريض والتعبئة التي مارستها أيام 52 يناير وكأن مصر تعيش ثورة جديدة؟ ولماذا يصفون غياب الإخوان المسلمين الحكيم عن هذا المشهد التصادمي بأنه انكسار لهم رغم انه موقف حصيف يجب الاشادة به لمنع التصادم وتجنب إراقة الدماء؟ لقد امعنت الصحف المستقلة في شحن الاجواء لايام طويلة قبل يوم 52 يناير بأساليب توحي بأن هذا اليوم لن يكون احتفالا وإنما حرب ودمار بل وبالغت هذه الصحف في الاستفزاز لاستدعاء الطرف المقابل للنزول والمواجهة.. فلماذا؟ حاولوا معي الاجابة علي هذه الاسئلة لأن اجابتها تكشف بجلاء أن هناك من لا يريد لمصر خيرا وان قال غير ذلك.. يريدها فوضي عارمة لا مكان فيها للقانون. يريد ان يحول الاختلاف في الرأي الي حرب تتصارع فيها القوي السياسية. ولكن عقلاء هذا الوطن وما أكثرهم سيفوتون الفرصة وسيبقي لهذا البلد نظام ديمقراطي جاء بصندوق الانتخابات. ولن يمضي هذا النظام الا من خلال صندوق الانتخابات ايضا. هذه هي الديمقراطية ولن نرضي بغيرها بديلا.