بعد أن أصبح صحن الكشري بخمسة جنيهات.. وصحن الفول المدمس بجنيهين، وقرص الطعمية بربع جنيه.. وبعد أن أصبحت صحون العدس والبصارة، من الأصناف التي يقتصر تقديمها علي موائد الأغنياء والموسرين.. خرج علينا الدكتور باسم عودة وزير التموين، بالقرار التاريخي الذي يتيح للمواطن المسجل في البطاقة التموينية، الحصول كل يوم علي ثلاثة أرغفة من العيش المدعم -أبو خمسة قروش- وفي قول آخر خمسة أرغفة.. وبدأ بالفعل تنفيذ هذا القرار في مدينة بورسعيد، علي سبيل التجربة، لتعميمه بعد شهرين في سائر محافظات مصر!. انني أعرف أن حكومة الدكتور هشام قنديل تحاول بكل الوسائل التغلب علي العديد من الصعوبات التي تواجهها بسبب الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد نتيجة انهيار السياحة وانخفاض احتياطي النقد الأجنبي، وتدهور سعر الجنيه، وتراجع الانتاج، وتفشي البطالة، والمظاهرات والوقفات الاحتجاجية، والاعتصامات والانفلات الأمني، وفوضي الشوارع، وانتشار أعمال البلطجة.. لكن كل ذلك كوم ورغيف العيش كوم لوحده. ان رغيف العيش المدعم، رغم ضآلة وزنه وحجمه، وانخفاض جودته، خط أحمر لا يجب الاقتراب منه.. وأنا أذكر الدكتور قنديل بموقف الدكتور كمال الجنزوري، رئيس الوزراء السابق، عندما رفض المساس بسعر رغيف العيش لإدراكه أنه الغذاء الرئيسي للغلابة والمعدمين، الذين يعانون من ارتفاع أسعار السلع الغذائية الأخري.. وأذكره ايضا أن 04٪ من شعب مصر يعيشون تحت خط الفقر، ويعانون من العناء من شظف العيش. يا دكتور قنديل.. أنا أعرف أن الموقف في منتهي الصعوبة.. ورغم ذلك فأنا أذكرك مرة أخري بصفتك صانع قرار.. إلا الرغيف.. وكان الله في عونك!!