تتسارع الأحداث في السودان على المستويين العسكري والسياسي، وسط عمليات ميدانية مكثفة، وتطورات دبلوماسية وقضائية، إلى جانب مستجدات إنسانية وأمنية داخل البلاد وخارجها. وفي هذا السياق، شكّلت العملية العسكرية التي أعلنت عنها قوات درع السودان في منطقة أم سيالة شمال كردفان إحدى أبرز المستجدات، نظرًا لحجمها وارتباطها بالمعارك الدائرة في الإقليم، بالتزامن مع تحركات سياسية دولية وإقليمية ومحلية. يستعرض هذا التقرير أبرز ما صدر من بيانات رسمية وتقارير ميدانية خلال الساعات الماضية.
عملية أم سيالة... إنجاز عسكري جديد لقوات درع السودان أعلن المكتب الإعلامي لقوات درع السودان تنفيذ عملية قتالية واسعة يوم الاثنين 17 نوفمبر 2025 بمنطقة أم سيالة شمال كردفان، بالتنسيق مع القوات المسلحة، في إطار خطة تهدف لاستئصال ما وصفوه ب "التمرد" وتدمير قدراته العسكرية في المحور الشمالي. ووفقًا للبيان الرسمي، خاضت القوات معركة عنيفة ضد حشود كبيرة من مليشيات آل دقلو التي شنت ثلاث موجات هجومية مدعومة بالطيران المسيّر والمدفعية الثقيلة، قبل أن تنجح قوات درع السودان في إلحاق خسائر فادحة بالعدو وتدمير آليات ومركبات قتالية. وأشار البيان إلى أن قائد القوات تعرّض لإصابة طفيفة أثناء قيادته المباشرة للمعركة، لكنه واصل مهامه حتى اكتمال العملية، التي أسفرت أيضًا عن سقوط شهداء وجرحى ومفقودين من صفوف القوات المنفذة. وأكدت قوات درع السودان أنها استكملت إعادة تنظيم صفوفها بالكامل استعدادًا للمرحلة التالية، وأهدت "الانتصار" للشعب السوداني وقيادة الدولة.
استعادة بارا وأم سيالة... تقدم ميداني للقوات السودانية وفي السياق ذاته، أعلنت القوات المسلحة السودانية صباح الاثنين استعادة بارا وأم سيالة بولاية شمال كردفان بعد عمليات عسكرية تهدف لإعادة تأمين مناطق حيوية في الولاية، في خطوة تؤكد إعادة فرض السيطرة على محاور كانت تشهد اشتباكات مستمرة.
حراك سياسي ودبلوماسي بين الخرطوم والقاهرة أجرى وزير الخارجية المصري د. بدر عبد العاطي اتصالًا هاتفيًا بنظيره السوداني محي الدين سالم لمناقشة نتائج زيارة بورسودان وسبل دعم جهود الوصول إلى تسوية شاملة للأزمة السودانية، ما يشير إلى تنسيق مصري–سوداني متواصل بملف الأزمة.
مواقف قضائية وسيادية بشأن أحداث الفاشر جدد وزير العدل عبد الله درف رفض بلاده إحالة تحقيقات أحداث الفاشر إلى أي لجنة تقصي دولية، مؤكدًا أن الخرطوم لن تسمح بدخول أي بعثة دولية في هذا الشأن، في موقف يعكس إصرار الحكومة على الإشراف الوطني على التحقيقات. كما كشفت النائب العام انتصار عبد العال تسجيل 1365 دعوى رفعها نازحو الفاشر ضد مليشيا الدعم السريع.
جهود أممية وتحذيرات إنسانية حذّرت دائرة الأممالمتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام من تزايد المخاطر على السكان في عدة ولايات، مؤكدة أن الذخائر غير المنفجرة تظل تهديدًا واسع النطاق خاصة للعائدين والنازحين.
الأمن الداخلي... إنجازات وضبطيات شهدت ولاية الخرطوم حملات أمنية واسعة، منها: تدشين الحملة الإعلامية "بلغ تسلم يأمن غيرك". ضبط خلية متورطة في طباعة نقود مزيفة. مواصلة تشديد إجراءات الضبط الأمني.
تطورات إقليمية ودولية تنفيذ تمرين الموج الأحمر 8 بمشاركة السودان ومصر والسعودية لاختبار الجاهزية القتالية. مصرع 40 معتمرًا هنديًا في حادث حافلة بين مكة والمدينة. الكشف في بريطانيا عن مطالبات بملاحقة إعلامي متورط في نشاط دعائي مرتبط بالدعم السريع.
أوضاع النازحين سُجّل وصول أكثر من 6800 أسرة نازحة إلى الخرطوم، مع تدشين مبادرات لتقديم الدعم الغذائي والمعنوي للوافدين.
يأتي الإعلان عن العملية العسكرية في أم سيالة ضمن تحولات ميدانية مستمرة في شمال كردفان ودارفور، بالتوازي مع تحركات دبلوماسية نشطة ومواقف قضائية حادة. وبين هذه التطورات، تستمر الأوضاع الإنسانية والأمنية في تشكيل تحديات كبيرة داخل البلاد، بينما تتسارع الجهود العسكرية لإعادة السيطرة على المناطق الاستراتيجية.