عبدالعاطى محمود الشافعى وإذ تشرق علي الدنيا أنوار ذكري يوم مولدك.. أيها الهادي البشير.. والسراج المنير المبعوث رحمة للعالمين.. تضع عنهم أوزارهم والاغلال التي كانت عليهم.. تنقذهم من براثن الجهل والجهالة والآثام.. والشرور والعداوة والخصام.. وتهديهم طريق الهدي والرشاد والمحبة والتسامح والوئام. تأتي هذه الذكري الشريفة العطرة والمسلمون حالهم هو أسوأ حال.. فما كانوا في يوم من الايام وعلي مدي الف واربعمائة عام.. بمثل ما هم عليه اليوم من الذلة والهوان.. والفرقة والتباغض والخصام. سيدي يا رسول الله.. لقد وضعت أمتك علي المحجة البيضاء.. ليلها كنهارها.. وما أذن ميقات رحيلك إلي الرفيق الأعلي.. إلا وكان الحق تبارك وتعالي قد أكمل لها شريعته.. وأتم عليها بك نعمته.. مسجلا ذلك في قرآن يتلي إلي أن تقوم الساعة.. »اليوم أكملت لكم دينكم.. وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا«.. غفلت أمتك - سيدي يا رسول الله - أو هي قد تغافلت.. عن أنك قد وضعت أيديهم علي صمام الأمان.. الذي يعصمهم من الذلة والضلال والضياع والهوان.. انه توجيهك الحكيم.. ونصحك القويم.. »تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي ابداً.. كتاب الله وسنتي«. بأي وجه نلقاك سيدي يا رسول الله.. وأنت تسألنا أو تسائلنا.. ماذا فعلتم يا اتباعي بأنفسكم.. لماذا تفرقتم ففشلتم وذهبت ريحكم.. وما عدتم - كما علمتكم - كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا.. لماذا تخليتم عن الحب والرفق والصفاء والألفة والرحمة والإخاء.. والمروءة والنخوة والإباء.. ثم لماذا تماديتم في غيكم وضلالكم فرجع بعضكم من بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض.. ولماذا انصرف بعضكم إلي المتاجرة بالدين والإلتواء بآيات الذكر المبين.. والتطاول علي علماء المسلمين.. وشق عصا الطاعة واستحلال ما حرم الله من دماء وأموال وأرواح الآمنين. سيدي يا رسول الله.. وإلي أن تكتمل استجابة أمتك لدعوة الله ودعوتك إمتثالا لأمره تعالي: »يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم«.. فإن لنا ان نتواري منك حياءً وخجلاً.. فبأي وجه نلقاك.