سبق لي أن كتبت في هذا المكان عن جبروت الباعة الجائلين الذي تعاظم، وتحديهم للسلطات والقوانين الذي بلغ مداه.. وأشرت إلي الفوضي والزبالة، والهرجلة التي أصبحت طابعا مميزا لأهم شوارع وسط عاصمة مصر المحروسة.. واتهمت سعادة محافظ القاهرة ورؤساء الأحياء الأفاضل بالنوم في العسل، وسد آذانهم، وإغماض عيونهم، وترك الحبل علي الغارب لكل من هب ودب، ليمرح ويرتع، ويحتل الأرصفة والشوارع بشماعات الملابس المستعملة، وعربات الكارو المحملة بالفاكهة، والفروشات التي تعرض من البضائع ألف صنف وصنف!! وسبق لي ان شكرت - في هذا المكان أيضا- سعادة اللواء وزير الداخلية عندما قام رجاله بحملة مكبرة لمطاردة الباعة الجائلين الذين يفترشون الأرصفة والشوارع، ويتسببون في إرباك حركة مرور المشاة والسيارات.. وحييت سعادة الوزير لأنه أشرف بنفسه علي تطهير شارع 62 يوليو من شماعات الملابس المستعملة وعربات الكارو وحميرها، وإعادة الانضباط إلي هذا الشارع العريق.. ولو لبضع ساعات عاد بعدها كل شئ إلي ما كان عليه!! اليوم أعتذر لسعادة المحافظ ورؤساء الأحياء الأفاضل، وأشكر سيادة اللواء وزير الداخلية، وأعدهم بعدم العودة إلي مطالبتهم بالتصدي لحضرات الباعة الجائلين الذين ثبت انهم أشد بأسا، وأكثر قوة من المسئولين عن تطبيق القوانين، وأنه ليس من حق أحد أن يقول لهم »تلت التلاتة كام«.. ولذلك أقترح علي سعادة المحافظ، وسيادة الوزير حلا يريحهما يتلخص في إغلاق شارع 62 يوليو من ناحية شارع الجلاء حتي كورنيش النيل في وجه السيارات والميكروباصات، وتحويله إلي سوق لبيع الملابس والأحذية المستعملة، والفانلات والشرابات، والبرتقال، واليوسف أفندي، والتفاح الأصفر والأحمر، والموز.. وتشكيل لجنة لمراقبة تنفيذ هذا الحل.. فإذا ثبت نجاحه يتم تعميمه في بقية شوارع وسط عاصمة مصر المحروسة.. ويمكن بعد ذلك إعادة تخطيط العاصمة لايجاد شوارع لسير السيارات.. واللي مش عاجبه يخبط دماغه في أقرب حيط.. ويا دار ما دخلك شر!!