عزيزي الدكتور هشام قنديل رئيس مجلس الوزراء خالص التحية، وكل التقدير، وبعد أكتب اليك بصفتك المسئول الاول عن ادارة جميع الاجهزة التنفيذية، ولك كلمة مسموعة عند الذين يعملون فيها، واحيطك علما بأن المائة يوم، التي حددها الرئيس محمد مرسي. للقضاء علي الانفلات الأمني، وأزمة البوتاجاز والسولار. وطوابير العيش البلدي المدعوم وتكدس القمامة، وفوضي المرور، قد انقضي منها ثمانون يوما بالتمام والكمال.. وأرجو أن تكون الأيام العشرين المتبقية، كافية كي تتحقق المعجزة، وتتحول مصر المحروسة الي وطن نظيف! عزيزي رئيس مجلس الوزراء.. أنا أعرف انك بذلت مجهودات جبارة للوفاء ببعض ما وعدنا به الرئيس، رغم أن العملية كلها فوق طاقتك، وتحتاج إلي اموال طائلة ليست متوافرة وأن من حقك علينا أن نعترف بأنك استطعت تحقيق بعض النجاح، في بعض الجوانب.. لكن من حقنا عليك أن نلفت نظرك الي أن مصر، ليست فقط بعض الميادين، وبعض الشوارع يسكن فيها كبار القوم. في القاهرة مثلا شارعا عريقا اسمه »شارع 62 يوليو« وهو الشارع الوحيد الذي يربط وسط المدينة بغربها، وامتداده المعروف باسم »المحور« يؤدي الي طريق الاسكندرية الصحراوي.. ولايحتاج رد الاعتبار الي هذا الشارع الا الي قرار حاسم شجاع!! هذا الشارع العريق ياسيادة رئيس مجلس الوزراء، استولي عليه البلطجية بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير المجيدة، وأجروا أرصفته للباعة الجائلين. وقسموا نهر الشارع نفسه، إلي مناطق لعرض وبيع »الهلاهيل« الملابس المستعملة مقابل اجور يضعونها في جيوبهم »!!« بالاضافة إلي مواقف لعربات الكارو المحملة بالفاكهة، التي تمارس حميرها حريتها في التبول ولامؤاخذة والتبرز، وهي تهز ذيولها في منتهي السعادة.. ويشترك المارة مع السيارات والموتوسيكلات والميكروباصات في استخدام شريط في وسط الشارع لايزيد عرضه علي ثلاثة أمتار.. لو كلفت خاطرك ياسيادة رئيس مجلس الوزراء، ومررت بسيارتك في شارع »62 يوليو« التعس، سوف تدرك أن مصر المحروسة لن تكون الوطن النظيف الذي وعد به الرئيس مرسي ابناء شعبه!!