هذا هو أول تعامل مع د. عبدالله الحسيني الرئيس الجديد لجامعة الازهر خلفا للدكتور أحمد الطيب الذي عين شيخا للأزهر.. خلفا للراحل الكريم د.محمد سيد طنطاوي »رحمه الله« الذي لبي نداء ربه في الاراضي المقدسة. وإنني علي ثقة انه سوف يسير علي درب شيوخنا الاجلاء، في الجامعة، وعلاقة »أخبار الجامعات« بالازهر دائما علي خير .. وكان السابقون حريصين علي اعطاء كل ذي حق حقه، خاصة اذا كان صاحب الحق المهدر من عامة الشعب الذين لا حول لهم ولا قوة وليس لهم سند إلا الاجتهاد والتفوق العلمي.. أما أولاد الاكابر، فلا خوف عليهم، ونادرا من يتعرض منهم لظلم، فأحلامهم أوامر.. ولندخل في الموضوع مباشرة.. جاءت الابنة رضا عبدالعال، الاولي علي دفعتها في كلية الدراسات العربية والاسلامية بالقاهرة عام 6002 بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف. جاءت إلي »اخبار الجامعات« بعد أن هدها التعب، وتجرعت مرارة الظلم، تطلب المساندة وإيصال صوتها إلي الرأي العام، لعلها تجد من يقف إلي جوارها ويعيد اليها حقها المشروع في ان تكون معيدة في كليتها.. ومع قسوة الاحساس بالظلم، فقد ظلت شامخة، متحلية بالاصرار والصبر. قلت لها: أين كنت طوال السنوات الاربع.. ولماذا اخبار الجامعات الآن؟! قالت: جئت علي أمل أن أجد المساندة لايصال صوت المظلوم إلي الرأي العام.. وان تكون عونا لي بعد الله في ان استعيد حقي المهدر.. انني لم اترك بابا لمسئول في الازهر، وغير الازهر إلا وطرقته.. أبحث عن حقي من منطلق قول الله سبحانه وتعالي: »ان الله لا يضيع أجر من أحسن عملا«.. والموروث الشعبي يؤكد ان من جد وجد، ومن زرع حصد.. ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه.. لقد جاءت الرياح بما لا تشتهي الأنفس.. كلما تقدمت بمظلمة يأتيني الرد: يوجد قرار من مجلس الجامعة بتعيين الاربعة الاوائل في فرع الكلية بكفر الشيخ بدعوي حصولهم علي درجات أعلي من درجاتي.. وفي ذلك مخالفة واضحة لفتوي الجمعية العمومية لقسمي الفتوي والتشريع بمجلس الدولة بتاريخ 22 سبتمبر 3002 والجمعية العمومية للفتوي والتشريع هي اعلي سلطة قضائية بالمجلس حيث يتم تشكيلها برئاسة نائب رئيس المجلس وعضوية نواب رئيس المجلس بقسمي الفتوي والتشريع ومستشاري قسم التشريع ورؤساء ادارات الفتوي، وتنص الفتوي : »علي انه لابد من توافر اربعة شروط في المطلوب تكليفه معيدا وهي ان يكون متخرجا في ذات الكلية، وان يكون من خريجي السنتين السابقتين مباشرة علي سنة التعيين، وأن يكون حاصلا علي تقدير جيد جدا في التقدير العام ومادة التخصص علي الأقل«. إنها فتوي صريحة، لا تحتمل التأويل، فالشرط الاول ان التكليف في ذات الكلية وليس من كلية أخري.. كما حدث في حالتي، كما ان المقارنة بين اوائل كلية الدراسات العربية والاسلامية بالقاهرة وهي الاصل، وبين كلية الدراسات العربية الاسلامية بكفر الشيخ وهي الفرع مقارنة ليست في مكانها الصحيح، لاختلاف المناهج وطبيعة الدراسة وهيئة التدريس، ولكل كلية عميد مستقل ومجلس كلية قائم بذاته، وإن كانوا تحت مظلة واحدة هي جامعة الازهر. اضافة انه ليس من المستساغ ان تترك طالبات كفر الشيخ كليتهن للعمل بالقاهرة، أليس من الاجدي ان يتم تعيينهن في كفر الشيخ. الغريب ان جامعة الازهر قامت بالاعلان عن حاجتها لمعيدين ومعيدات ثم قامت بإلغائه دون ابداء الاسباب.؟! قلت لها: كيف مرت عليك السنوات الاربع؟! . قالت: بدون عمل.. ولا قيمة للتفوق والامتياز.. في وطن تضيع فيه الحقوق.. ومع ذلك لم أقنط من رحمة الله، فقد اجتزت مرحلة الدراسات العليا لمدة عامين بتقدير جيد وسجلت رسالة الماجستير تحت عنوان: »ألفاظ الظن واليقين في القرآن الكريم«.. وقبل أن ينتهي اللقاء قلت لها في خجل وعلي استحياء: هل لك انتماءات معينة؟ . قالت: اقسم بالله العظيم، وهو يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور، ليس لي اية انتماءات سياسية؟! وبعد. ابنتي رضا عبدالعال، نشرت شكواك وأرجو أن يكون الله سبحانه وتعالي قد وفقني في عرضها بأمانة وموضوعية. وسؤالي الاخير لرئيس الجامعة ولمجلس الجامعة الموقر: هل هذا جزاء التفوق، ان تترك الجامعة ابناءها بلا عمل، وتهدر حقهم. ولو كانت هذه المظلومة ابنة احدكم أو ابنة احد المحظوظين، هل يكون هذا حالها؟!.. اترك الاجابة لضمائركم، والله المستعان. المحرر