سعدت جدا وأنا أري د.فاروق العقدة محافظ البنك المركزي يجلس علي يمين د.هشام قنديل رئيس الوزراء في اجتماع مجلس الوزراء أول امس ..فبالنسبة لغالبية الشعب المصري فإن د.العقدة هو صمام الأمان لاستقرار الجنيه المصري .. قد يعتبر البعض هذا ظلما لمحافظ البنك المركزي القدير لأن استقرار سعر صرف الجنيه في مقابل العملات الاخري هو جزء من سلسلة من استقرار عوامل كثيرة مالية ونقدية بمعني سياسات مالية في الدولة وسياسات نقدية من البنك المركزي .. ولكن لا خلاف أن د.فاروق العقدة منذ توليه منصب محافظ البنك المركزي عام 2003 خلفا للدكتور محمود أبو العيون.. وكلنا نذكر أن تولي د.العقدة منصبه الحالي كان الجنيه يتساقط أمام الدولار ووصول الدولار في بعض الأحيان الي سبع جنيهات ونصف : لذلك عندما انتشرت شائعات تقترب من الحقيقة باستقالة الدكتور فاروق العقده ثم ما تردد عن قبول الاستقالة وتعيين دكتور هشام رامز نائب رئيس البنك التجاري الدولي , وضعت يدي علي قلبي .. فهذا معناه ارتفاع فوري لسعر الدولار وضغط علي الموازنة العامة للدولة في وقت نستورد فيه من الخارج أكثر احتياجاتنا من غذاء ومستلزمات صناعة وتجارة وغيرها : وهذا يجعل الضوء الأحمر الذي يحذر من كارثة اقتصادية في طريقها الينا يزداد اشتعالا وتوهجا .. قد يري البعض ان ما اقوله او يقلقني مبالغ فيه فلا يمكن أن يكون استقرار عملة دولة مرتبط ببقاء شخص مهما بلغت كفاءته ولكنها في مصر هي الحقيقة .. ففي رأيي لولا السياسات العاقلة والحكيمة للعقدة لما استطاع سعر صرف الجنيه ان يقام حتي الان امام الدولار : ولكن إلي متي سيصمد الجنية المصري أمام الدولار والعملات الأجنبية .. لا أحد يدري ؟ .. والي متي يستطيع د/ فاروق العقدة أن يصمد بسياسته ليساند العملة في مصر .. لا أحد يدري ؟؟ ففي وسط انهيار اقتصادي وصل في رأي الخبراء الي حافة الهاوية .. ووسط أجواء سياسية ملتهبة وخانقة .. ترك فيها كل فصيل هدفه لتنمية وخدمة البلاد ونتفرغ لتصفية الحسابات والقصاص من الآخرين .. وتبارت التيارات السياسية مع التيارات الدينية مع التيارات العلمانية كل يبحث عن القصاص او الغنائم ولا يلتفت أحد الي السفينة التي امتلأت بالثقوب والي المياه التي وصلت الي حد الخطر والغرق .. الموقف أصبح في غاية الخطورة ورئيس الوزراء اعلنها بشكل واضح في اجتماعه الاخير .. قال إن الوضع الاقتصادي في مصر أصبح في غاية الخطورة ولابد ان نجتمع علي كلمة سواء وأن ننسي الخلافات وننسي المصالح والمنافع ..أن نضع جميعا يدنا معا كي ننقذ سفينة مصر من الغرق وإلا بعدها فلا نلومن إلا انفسنا .. (ويا دكتور العقدة انت صمام آمان فلا تتخل عن منصبك .. اقتصاد مصر في خطر)