قد يري البعض أن الوقت غير ملائم للحديث عن النصر وأعياده في ظل ما تمر به البلاد . لكني أري أن الحديث عن النصر الذي تم في 23 ديسمبر 1956 يجدد الشعور بالحماس ويثير الحمية لتغيير الأوضاع في وطننا الذي يعاني من مشاكل لا حصر لها . فبعد ثورة يوليو المجيدة والتي قادها شباب أبرار أحرار من أبناء هذا الوطن , وبمجرد أن تم ترتيب الأوضاع الداخلية، بدأت المفاوضات مع الانجليز لإنهاء احتلال استمر أكثر من 70 عاما . بدأت المفاوضات التي قادها الزعيم جمال عبد الناصر من أجل جلاء القوات الانجليزية المرابطة في منطقة القناة . وفي 19 أكتوبر من عام 1954 انتهت المفاوضات إلي الاتفاق علي الجلاء بصفة نهائية . وبدأ الجلاء في 18 فبراير 1955 ثم رحلت مجموعة أخري في 16 يونيو 1955 ورحلت المجموعة الثالثة في 25 مارس 1956 وانتهي جلاء القوات البريطانية في 18 يونيو 1956 لتنهي احتلالا بدأ عام 1882 وارتفع لأول مرة العلم المصري علي مبني البحرية البريطانية في بور سعيد بعد أن غادر 70 ألف جندي بريطاني مصر للأبد . بعد الجلاء تطلع المصريون لمزيد من الانتصارات وكان بناء السد العالي الهدف الأكبر للمصريين الذين ارتفع سقف طموحاتهم لتحقيق التنمية والرخاء لوطنهم، وكانت معركة تأميم قناة السويس الذي أعلنه الزعيم ناصر يوم الخميس 26 يوليو 1956 في خطاب تاريخي حقيقي هز أركان المعمورة . وتحدي المصريون بقيادة زعيمهم الشاب الغرب والقوي الاستعمارية . وبعد تأميم القناة قادت مصر حركات التحرر في العالم وساعدت الثورة الشابة المناضلين بكل أنواع المساعدة وتحول العرب من المحيط إلي الخليج علي قلب رجل واحد ودانت القيادة لمصر وقائدها وتطلع العرب نحو الشقيقة الكبري مصر بكثير من الأمنيات المختزنة علي مدي تاريخ طويل تعرضت له الأمة جميعا للاحتلال والقهر علي أيدي دول وإمبراطوريات واستعمار من كل نوع . وحانت الفرصة لتحرير الإنسان العربي من نير كل هذه القوي ليرسم طريقه ويكتب تاريخه بنفسه . من أجل هذا كان من الضروري التذكير بالنصر وعيد النصر، فجلاء القوات البريطانية عن قواعدها في أهم دولة في الشرق الأوسط يعتبر نصرا حقيقيا .