فوزى مخيمر يجمع خبراء علم الجمال، أن هناك علاقة وثيقة بين تقدم وازدهار ونهضة الامم والشعوب، وبين ثقافة وازدهار الحس الجمالي في المجتمعات، فكلما ارتقي الحس الجمالي لدي شعب معين، كلما خطا خطوات واسعة وواثقة نحو تحقيق آماله وتطلعاته. كما أن هناك علاقة وثيقة بين الجمال البصري والسمعي، ونشر الأشجار وزيادة الرقع المزروعة، وبين التوتر والنزاعات، فكلما كانت البيئة مهيأة ونظيفة وخالية من منغصات التلوث بانواعه، ساد الود والهدوء بين الناس. واذا نظرنا الي حالنا في مصر، نجد أننا محاصرون في كل مكان، بكل أنواع التلوث والقبح البصري والسمعي، ونعاني حالة من التوتر الذي يفوق طاقتنا، ويدفعنا الي أسوأ الحالات المعنوية والبدنية، وأن ما نعانيه جميعا من اجهاد وتلوث في تنقلاتنا لا يشجع ولا يحفز علي العمل. فهل يمكن ان نخرج من هذا المأزق القاتل ؟ ومن المسئول عن نشر ثقافة الحس الجمالي؟ وكيف نجعل ماحولنا جميلا ؟ المسئولية تقع علينا جميعا، الجهات التنفيذية والشعب، ينبغي أن ندرك دورنا في نشر الخضرة فوق كل متر أمام بيوتنا ومحلاتنا، وان نحافظ عليها بروح الجماعة وليس بروح الفرد، علينا أن نهب جميعا وبروح التعاون الجامع والحب لبلادنا أن نقضي علي القبح البصري المتمثل في واجهات بيوتنا، وألا نكتفي بجمالها من الداخل، وأن نعتبر هذه الواجهات ملكا للذوق العام، ومن لا يتعاون تتدخل السلطات التنفيذية بتنفيذها علي نفقة الشاغلين. قصف الأشجار النادرة لا أحد يختلف علي أن مدننا شبه قاحلة، ويندر أن تجد شارعا تغطية وتجمله الاشجار من أي نوع، كما أن معظم محاولات التشجير التي جرت عبر السنوات، باءت بالفشل، ليس هذا فقط، بل استشعر أن هناك حالة من العداء بين البعض، وبين الاشجار القائمة وخاصة النادر منها، وأن المسئولين عن الاحياء لايرفضون طلبا لأي مواطن لقطع دابر أي شجرة تقترب من نوافذه، أو تغطي واجهة فندق أو مبني خاص، وهو ماحدث بالفعل من اعدام لشجرتين نادرتين بشارع الهرم بمنطقة حسن محمد، مجاملة لصاحب عقار جديد، والجريمة علي مرأي ومسمع من الجميع مسئولين وشعبا، وحرموا الناس من الجلوس تحت ظلها في الصيف القائظ، فهل تحرك أحد؟ كم تمنيت من محافظ الجيزة أن يجري تحقيقا مع مرتكبي هذه الجريمة؟ ولكن لم يحدث شيء رغم مرور أكثر من 6أشهر علي ارتكاب الجريمة. ثقافة جمالية مسقط عاصمة سلطنة عمان مدينة، تحفها الجبال أينما كنت، ولكن الذوق العام في الشوارع يبهر الزائرين، فهي ثقافة اعتاد عليها العمانيون، فالنمط المعماري متناسق، والخضرة كثيفة رغم ارتفاع تكاليفها علي البلديات والبشر. باكو عاصمة أذربيجان المطلة علي بحر قزوين، جمال في البشر والمكان، الاشجار وخاصة العنب يغطي وأجهات البيوت، وشرفاتها وأسطحها، والمتجول في الشوارع يشعر انه يستمتع بالسير في الحدائق وليس في المدينة. مداخل ومخارج كل مدننا وقرانا مستفزة لابنائها ولزائريها، باستثناء مدينة الاسماعيلية، ليتنا نتكاتف معا ، لنضفي جمالا علي هذه المداخل بزراعة الورود والاشجار المثمرة .