استحوذت القضايا المتراكمة.. الاقتصادية والصحية والتعليمية والبطالة علي برامج كافة المرشحين لرئاسة الجمهورية الثانية، وهي مطالب عاجلة وملحة للجماهير، وندر أو انعدم أي برنامج مطروح لقضية هامة لها علاقة بالجوانب النفسية لجموع المصريين، وهي قضية الحس الجمالي لدي الرئيس القادم، فنحن في حاجة الي رئيس يتمتع بحس جمالي وذوق عال للتعامل مع حالات التشويه والقبح التي تقتحم حياتنا بقوة، فبلادنا رغم حبنا وعشقنا لها، ودفاعنا المستميت عنها وتغنينا بجمالها وآثارها وتاريخها، في أشد الحاجة الي رئيس يعشق الجمال ابتداء من جمال الروح الي جمال الشوارع في مدننا وقرانا بنظافتها وتشجيرها واضفاء الخضرة عليها والالوان الجميلة التي تنعكس انعكاسا مباشرا علي نفسيتنا. فحالنا الجمالي الان مزري، والقبح والتلوث يسيطران علينا أرضا وسماء، وهذا يتطلب من الرئيس القادم ان يولي هذه القضية اهتماما، وهذا ليس ترفا بل له علاقة مباشرة بحالة الاحتقان بيننا في الشوارع والمنازل والعمل، كما أننا بلد جميل تهفو اليه أفئدة السائحين. ان هناك دولا صحراوية وجبلية في معظم أراضيها، ولكن قادتها يتسمون بحس جمالي عال، حولوا الصحاري والجبال في شوارع وميادين بلادهم الي واحات جمالية بالتشجير واللمسات الجمالية المعمارية التي أضفت جمالا ساحرا علي بلادهم. نظرة الي مداخل ومخارج مدننا وقرانا نجدها، طاردة وغير مضيافة للقادمين اليها. فهل من رئيس ذي حس جمالي عال؟