الفارس الأحمر يدفع ثمن مصيدة التسلل .. والساحر يعجز عن فك الحصار بهدفين نظيفين، لقي الاهلي هزيمته الثانية ببطولة كأس العالم للاندية لكرة القدم التي اختتمت أمس بالعاصمة اليابانية طوكيو.. خسر أمام مونتيري المكسيكي 2 / صفر في المباراة التي أقيمت علي ملعب يوكوهاما لتحديد المركزين الثالث والرابع، ليحصل الاهلي علي المركز الرابع، فيما حصل مونتيري علي المركز الثالث والميدالية البرونزية.. إنتهي الشوط الاول بتقدم مونتيري بهدف أحرزه جوزي كورونا في الدقيقة الثالثة ، وفي الشوط الثاني أضاف ديلجادو الهدف الثاني في الدقيقة 66.. أقيمت المباراة في طقس شديد البرودة وحضرها السويسري جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم ( الفيفا ) وحضرها جمهور ضخم كله جاء من أجل متابعة مباراة النهائي بين تشيلسي الانجليزي وكورينثيانز البرازيلي.. جاءت المباراة ضعيفة من الناحية الفنية، لعب فيها الاهلي من أجل تحقيق الفوز فحسب متجاهلا التأمين الدفاعي وحماية مرماه، ودفع الفريق ثمن مخاطرته بالاعتماد علي كشف مصيدة التسلل غاليا، حيث نجح المنافس في ضربها أكثر من مرة وإحراز الفوز.. فيما لعب مونتيري بأداء دفاعي منظم إعتمد فيه علي إغلاق منطقة وسط الملعب وتضييق المساحات أمام لاعبي الاهلي. مونتيري يخطف الاهلي مبكرا كما أشارت كل التوقعات التي سبقت المباراة، فقد دفع حسام البدري المدير الفني للفريق بالنجم محمد أبوتريكة منذ بداية اللقاء، كما دفع بثلاثة لاعبين آخرين للمرة الاولي منذ البداية وهم محمود أبوالسعود حارس المرمي وسيد معوض وعماد متعب.. حيث بدأ الاهلي بتشكيل ضم كلا: محمود أبو السعود - أحمد فتحي ووائل جمعة ومحمد نجيب وسيد معوض - عبد الله السعيد وحسام عاشور ورامي ربيعة ووليد سليمان - محمد أبوتريكة وعماد متعب.. وبنفس الحماس والقوة الذي بدأ به الاهلي المباراتين السابقتين، بدأ مباراة الامس أمام مونتيري المكسيكي، وكشف الاهلي منذ اللحظة الاولي عن رغبته الجادة في الفوز بالمباراة واقتناص الميدالية البرونزية.. لكن وقبل أن تمر الدقيقة الاولي وبالتحديد في الثانية 40 كان مونتيري قد نجح في تهديد مرمي الاهلي بهجمة منظمة إنتهت عند دي ناجرس الذي أودعها المرمي لكنه كان متسللا.. بعدها بدقيقتين وبالتحديد في الدقيقة الثالثة وصل مونتيري مرة أخري لمرمي أبوالسعود لكن الهجمة هذه المرة أثمرت عن هدف مبكر أحرزه جوزي كورونا الذي إستغل خطأ وقع فيه سيد معوض ومحمود أبوالسعود اللذان أخطآ التفاهم، فراحت الكرة لكورونا الذي أودعها المرمي الخالي من حارسه ومن أي تغطية.. بعدها نشط الاهلي أكثر وضغط بقوة، لكن لاعبي مونتيري ظلوا علي تماسكهم التكتيكي بإغلاق منطقة وسط الملعب وتضييق المساحات أمام لاعبي الاهلي.. ويمر ربع الساعة الاول من المباراة علي نفس الوتيرة السابقة، حماس زائد من الاهلي علي حساب الاداء الخططي المنظم، واقتصار الهجمات علي بعض الهجمات المرتدة التي كان يشنها أحمد فتحي من وقت للاخر، مقابل تركيز عال جدا من لاعبي مونتيري علي تنفيذ المهام الخططية المكلفين بها، مع إعتماد دائم علي التمريرات البينية والاختراق من العمق التي نجح في الوصول بها للمرمي مرتين منهما مرة جاء منها الهدف، بل كادت تسفر عن هدف ثالث في الدقيقة 24 إلا أن ماديجرال لم يحسن إستغلال الفرصة.. وتشهد الدقيقة 30 أول حضور حقيقي للاهلي علي مرمي مونتيري من ضربة رأسية رائعة لعبها متعب من الوضع طائرا إثر عرضية من كرة ثابتة لعبها وليد سليمان علي القائم الأيسر القريب لعبها متعب بالرأس في المرمي لكنها ردت من القائم الايسر قبل أن يشتتها الدفاع.. بعدها مباشرة أهدر أحمد فتحي فرصة أسهل عندما تبادل الكرة مع وليد سليمان إنتهت بتمريرة رائعة للاخير وضع بها فتحي في مواجهة المرمي لكن فتحي لم يسدد في المرمي ومرر بالعرض فأخرجها الحارس.. عندها بدأ الاهلي يفرض سيطرته الفنية علي الملعب نجح في الوصل إلي مرمي أوروزكو حارس مونتيري الذي نجح في كل الاختبارات التي تعرض لها وآخرها تسديدة قوية من عبد الله السعيد أمسكها الحارس بثبات.. ومرت الدقائق الاخيرة من الشوط علي نفس الحال، محاولات مستمرة للاهلي كلها عن طريق وليد سليمان لكنها لم تسفر عن أهداف لينتهي الشوط بتقدم مونتيري بهدف نظيف. ثمن المخاطرة ..! بنفس الحماس الذي أنهي الاهلي عليه الشوط الاول ، بدأ الشوط الثاني ، وكاد محمد أبوتريكة يسجل بعد أقل من ست دقائق عندما سدد كرة مرتدة من الدفاع المكسيكي لكنها تحولت إلي ركنية ، بعدها أجري حسام البدري تغييره الاول بنزول السيد حمدي بدلا من عماد متعب الذي لم يلق المساندة الهجومية اللازمة فغاب عن المشهد في ال51 دقيقة التي لعبها .. في المقابل ظل لاعبو مونتيري علي نفس أدائهم الدفاعي الذي أدوا به في الشوط الاول ، وظلت هجماتهم متوقفة علي الكرات المرتدة فقط .. وفي الدقيقة 55 كاد السيد حمدي في ظهور له في كادر الاحداث أن يسجل هدفا للاهلي عندما تلقي كرة داخل منطقة المرمي واستدار بكامل جسمه وسدد بيسراه لكن الحارس كورونا نجح في إمساكها بمهارة .. ثم يجري البدري تغييرا ثانيا في الدقيقة 31 بنزول محمد بركات بدلا من أحمد فتحي الذي شكا من بعض الاجهاد طلب علي أثره الخروج من الملعب ليكمل الاهلي المباراة مفتقدا أحد أهم عناصره ، بل قلبه النابض إن شئنا الدقة .. بعدها يتألق الحارس المكسيكي مجددا بإخراج تسديدة مفاجئة لعبدالله السعيد ، ردت من الحارس وحاول السيد حمدي إكمالها لكن الحارس يتألق مجددا ويحولها إلي ضربة ركنية .. وفي الدقيقة 66 يدفع الاهلي ثمن المخاطرة بالإعتماد علي كشف مصيدة التسلل بتكبد هدف ثان أحرزه ديلجادو ، عندما تلقي تمريرة سريعة من أوزيرو ضرب بها المصيدة ووضع بها ديلجادو في مواجهة محمود أبو السعود الذي خرج ولكن سبقه المهاجم إلي الكرة وسددها من فوقه في المرمي الخالي تماما .. بعدها يكشر الاهلي عن أنيابه ويهاجم بكل خطوطه بعد أن فقد كل ما يمكن البكاء عليه بتقدم المنافس بهدفين ، لكن ظل دفاع مونتيري علي تماسكه وترابطه القويين ، وإن ظلت هجماته المرتدة تشكل خطرا مستمرا علي مرمي أبو السعود .. الذي قام بأداء دور الليبرو في ذلك التوقيت .. وفي الدقيقة 75 يجري حسام البدري تغييره الثالث والاخير بنزول محمد ناجي جدو بدلا من وليد سليمان .. لكن يظل الوضع علي ما هو عليه حتي أطلق الحكم صافرة النهاية معلنا فوز مونتيري المكسيكي بهدفين نظيفين.