صالح الصالحى تشهد الساحة السياسية تناحراً بين قوتين.. أحداهما مؤيدة لقرارات الرئيس والأخري معارضة.. ولكل منهما وجهة نظره.. فالمؤيدة تري أن رئيس الجمهورية يسير في طريق الثورة وتحقيق اهدافها.. وأن قراراته في صالح الشعب.. بهدف الخروج من عنق الزجاجة إلي الرخاء والتنمية والازدهار.. وتؤكد المعارضة أن هذه القرارات تعيدنا إلي عصور العبودية والقهره.. إلي عصر الظلمات.. وان مسودة الدستور تتضمن كلاماً معسولاً في كبسولة »لا تناقش ولا تجادل«.. ومواده مغلفة بحرية جارفة في بحر »السمع والطاعة«.. وبدلاً من ان تلتقي القوتان من اجل مصر وشعبها.. الذي يستحق الخير بجد انشطرت الي نصفين وبينهما المواطن الغلبان.. الذي لم يعد يستطيع ان يدرك الحقيقة، حتي وأن كانت واضحة أمامه .. فالمشهد ضبابي مائل إلي العتمة. وفي ظل هذا بدأ العد التنازلي للاستفتاء علي الدستور، الذي يتضمن 632 مادة.. هذه المواد تحتاج مدة طويلة لاستيعابها من المتخصصين.. فهل يستطيع المواطن العادي ان يقرأها في 9 أيام فقط؟.. - وهي المدة المتبقية علي الاستفتاء - حتي وأن قرأها، هل يستطيع ان يكون عقيدة تمكنه من التصويت سواء بنعم أو لا؟.. الاجابة طبعاً لا.. وهنا لن يجد المواطن من سبيل سوي اللجوء الي من يثق بهم (أهل الثقة).. طالبا منهم المساعدة والنصح.. وهذا ما أخشي منه، بل أتخوف منه كثيراً.. لانه في الأغلب الأعم سوف يفرض الناصح رؤيته.. ورغبته علي طالب النصيحة،.. وسوف يزين له الطريق لتبني رأيه هو.. وهنا يتحول النصح الي استغلال للمواطن.. ولذلك أطلب من المواطن الذي لا يستطيع تكوين عقيدة حرة، مبنية علي بصر وبصيرة منه، ان يلجأ الي الله وحده.. ويتوضأ ليصلي ركعتي استخارة ويطلب من المولي عز وجل ان يرشده للصواب.. وان يكون تصويته سواء بنعم أو لا لخير مصر.