أنا اتخطبت لشاب بطريقة تقليدية، ولم أكن أعرفه قبلها، ولكنه أعجبني كثيرا وأعجبته أيضا، مع العلم أنني صيدلانية وهو خدمة اجتماعية؛ ولكنه قال إنه محاسب عند عرض الموضوع في أول وهلة؛ ولكن عندما تحدثت معي أخته للاتفاق على موعد للرؤية قالت إنه يريد أن يقول إنه خدمة اجتماعية وليس تجارة، وتحدّثت عن مدى التزامه وأخلاقه وحنيته، لدرجة أنها سمّت ابنها باسمه، وأيضا تحدثت عن قدرته المادية، وفعلا تمت الخطبة. وبعد أسبوعين من الخطوبة سافر وكانت طريقة التواصل عن طريق الكلام الصوتي على النت يوميا، وبدأت المشكلات تحدث على أتفه الكلمات، وكانت أيضا أثناء وجوده، ولكني كنت أعتذر وأتصور أنني فعلا غلطت في كلامي، واستمر الحال كذلك.. مشكلات على كلمات أراها عادية وهو يراها كلام أولاد، وأخرى يراها عدم احترام له، وفي أثناء هذه المدة اكتشفت كذباته المتكررة للتجمل ولإثبات شخصه، ورأيته إنسانا عنيدا يتمسك برأيه ولا يتراجع حتى في الأشياء التي تخصني. وكان قد اتفق مع أبي ومعي على عدم عملي، ولكن بإجازة من العمل، وبعد فترة واجهني بعدة طلبات منها استقالتي قبيل كتب الكتاب؛ لأنه وجدني شخصية تجادل وتقاوح دائما ولا تقول حاضر ونعم، والحاضر هذه التي يريدها، يريد أن أقطع علاقتي بصديقاتي بعد الزواج، وكذلك عدم الخروج إلا للضرورة، حتى المسجد لا يريد أن أذهب إليه، ويقول: "تستطيعين أن تعوضي هذا بالأشرطة والنت"، وغير كل هذه المشكلات أشعر -بل على يقين- بأنني لا أفرق بالنسبة له، هو فقط يريد المطيعة التي لا تجادل سواء كنت أنا أو غيري رغم كلامه المعسول وإني... وإني... ولكني لا أرى ترجمة لهذه الكلمات في مراعاة خاطري. ودائما يضع طلبه في كفة واستمرارنا في كفة، وإن هذا ما يريد، وأنه لا يفرض نفسه على أحد، وهو يريد هذا ولا غير هذا، فإما أن أقبله هكذا أو أرفض، وأنا الآن في حيرة لأنني لم أعجب بأحد مثله، ولكن أحسّ بصغر عقله، وأنه يرسم لنفسه حالة نابعة من نقص ما لديه، وفي نفس الوقت هو يحس بأنه الفتى الوسيم الشيك الذي يملك إمكانيات لا يملكها كثير من الشباب.. فبماذا تنصحونني؟؟ مع العلم أنني ممن لهم رأي وأناقشه كثيرا، ولكن من أجل أن نصل لحل وسط، ولكنه يفهم هذا على أني أريد أن أفرض شخصيتي ورأيي!! فهل العيب حقا لديّ، وأني لا أجيد التعامل مع الرجل الشرقي الذي يريد الزوجة المطيعة؟ أم إنه يبالغ في هذا؟؟! أفيدوني أفادكم الله. Moslem عزيزتي.. السلام عليك ورحمة الله وبركاته.. في البداية أود أن ألفت نظرك إلى أن الزواج هو أهم مشروع في حياة أي إنسان؛ لأنه مشروع العمر حيث يترتب عليه بناء أسرة، ويترتب عليها مستقبل أطفال لا ذنب لهم في هذه الحياة سوى أنهم جاءوا إليها من أب وأم، إما أن يكونوا متفاهمين؛ وعندها يعيش الأطفال في سعادة وهناء، ويكونوا بنفسية جيدة، وبعيدين كل البعد عن الأمراض النفسية المنتشرة في هذا العصر، أو أن يكونوا أبناء لأسرة مفككة، وأب وأم لا يعرفون معنى التفاهم؛ وعندها يتربّون بعُقَد نفسية، وتنتج هذه الزيجة للمجتمع أناس غير سويين، لذا فلا أنصحك بأن تفكري بعواطفك عندما يتعلق الأمر بهذا القرار المصيري، وإنما غلّبي عقلك، ولا تكوني سطحية، وتنظري للوسامة، ولكلمات الغزل والكلام المعسول وتتغاضي عن أشياء لا يمكن التغاضي عنها. فأهمّ شيء يا عزيزتي بين أي زوجين هو التفاهم، والذي ينبغي أن يصل إلى حد أن يفهم كل منكما الآخر من النظرة، وليس من الكلمات، وأن يكون بينكما قواعد تسيران عليها في كل شيء حتى في خلافاتكما، مَن الذي يبدأ بالصلح؟ وكيف يكون رد فعل الطرف الآخر؟ وكيفية التعامل والتعاطي مع المشكلات التي من الممكن أن تواجهكما؟ وأن تكون الحياة بينكما مرنة؛ بمعنى أن يتنازل كل طرف قليلا عن أشياء يريدها هو لإرضاء الطرف الآخر، وأن تكون سعادة الطرف الآخر هي الهدف الأول له وقبل أي شيء آخر، لكن من الواضح أن التعامل بينك وبين خطيبك مبني على النديّة بينكما، وعلى العناد، وهذا بالقطع لن يوصل إلا إلى نهاية سيئة في النهاية؛ لأن كلا منكما يتشبث برأيه حتى وإن كان ضد مصلحته، ومصلحة الطرف الآخر. أجد أن خطيبك بدأ حياته معك بكذبة قد تبدو في مظهرها صغيرة، ولكن في النهاية هي كذبة، وكذبة في شيء لا يمكن أن يكذب فيه المرء، في الشهادة، فالبطاقة الشخصية تحمل المؤهل، وسواء طال الوقت أم قصر كنت ستعرفين مهنته، وتُعرف شهادته، ولهذا أجد أنه سيكون من الأفضل أن تدركي الأمر من بدايته، وأن تنهي هذه الخطبة؛ لأنها غير متكافئة والأمور من الآن تسير من سيئ إلى أسوأ فماذا عن المستقبل؟! ماذا عندما تكونان مع بعضكما في منزل واحد، ويغلق عليكما باب واحد، ليتحول الحب من شكله الحالي إلى شكل آخر إما صداقة أو عداء لا قدّر الله. لذا أنصحك بالاستخارة، وأن تنهي هذا الموضوع، وتنتظري الشخص المناسب، فلا ينبغي أن تفرحي بالخطبة، والزواج بسرعة، وفي النهاية تكون النتيجة سيئة، فالتأنّي فيه السلامة، والعجلة فيها الندامة، أبعد الله عنك الندم، ورزقك بالشخص الصالح، الذي يستحق أن يكون زوجا لك إن شاء الله.