أنا عندي 22 سنة، مشكلتي إني استنيت عمري كله أدوّر على الحبيب، وكنت مسلّمة بعادة الجواز التقليدي، وأستنى اللي يخبّط على الباب. ولكني اتخطبت لواحد قريبنا بعد دخول خُطّاب كتير، وطبعاً طلع لي في كل واحد القطط الفاطسة زي ما بيقولوا. ولكن لما اتخطبت ماقعدش معايا إلا 15 يوم، بحكم شغله بالخارج، وهنا بدأت المشاكل بينّا؛ يعني لما استقريت على بني آدم في حياتي سافر، وكنا كل أسبوع لما نتكلم، وإذا المكالمة عدّت على خير وماكانش فيها شوية خناق يبقى ربنا ستر. أنا بقالي 5 أشهر مخطوبة، وهو كلامه قليل جداً وأنا بحبه بجد ومحتاجاه جنبي، ومش عارفة أوصّل له ده إزاي من غير ماحس إني باطلب منه حاجة وباتنازل عن حيائي، وكمان أخلّيه يتكلم ويعبر عن إحساسه ليّ، وزي أي بنت محتاجة الكلمة الحلوة من خطيبها. أعمل إيه؟ إحنا لسه قدامنا سنة، وهو مش هينزل مصر إلا قُرب الفرح. heaven يسعدنا ثقتك في موقعك "بص وطل"، بداية أشعر عزيزتي أنك تتميزين بخفة ظلّ كبيرة؛ بداية من قولك "استنيت عمري كله" برغم أنك لا تزالين في الثانية والعشرين من العمر، وحتى قولك "لما استقريت على بني آدم في حياتي"، واسمحي لي الآن أن أشاركك التفكير.. ذكرتِ عزيزتي أن خطيبك قريبك؛ يعني من المفترض أن تكوني أنت وأسرتك أو أحد أقاربك على علم بصفاته العامة الطيّبة؛ وإلا فكيف تمّت الخطبة، وما هو أساس قبولك وحبّك له. كما يبدو أنه قريب من بعيد؛ بدليل أنكما لا تعرفان كيف تتعاملان مع بعضكما البعض، وأنك فوجئت بأنه شخص قليل الكلام، وهذا شيء يُقلقك؛ علما بأنه طبع أساسي في أغلب الرجال؛ فقد أثبتت الدراسات أن المرأة تتحدث 18 ألف كلمة في اليوم مقابل 6 آلاف كلمة للرجل؛ إذن فالموضوع ليس المشكلة الكبيرة ولكن بشروط. وأعتقد أن من أهم هذه الشروط أن تشعري بقيمتك واحترامه لك وخوفه عليك، ولا يُشترط أن يكون ذلك بمحادثة هاتفية -فما سافر إلا لكسب الرزق- ولكن يمكن من خلال رسائل مساء كل يوم على الموبايل أو على الإنترنت؛ المهم أن تحافظا على التواصل فيما بينكما، وأن يكون كل منكما جزءاً أساسياً في حياة الآخر لا يتخذ قراراً صغيراً كان أو كبيراً بدونه، وتذكّري أن ذلك لن يحدث مرة واحدة؛ فمن فينا كبُر بين يوم وليلة، كما أن الزواج القائم على الترابط والتوافق والاحترام والاحتواء كخطوات لحبّ قوي هو زواج ناجح من الدرجة الأولى. كما أن الخلافات أمر طبيعي إلى حد ما؛ فلكل منكما آراؤه وشخصيته وأسلوب تربية ونشأة مختلفة، والتوفيق بينكما سيستغرق وقتاً طويلاً إلى حد ما؛ خاصة مع ظروف السفر؛ ولكن المرأة الذكية هي من تتفهم شخصية الخطيب وتفكر بإمعان في مدى قدرتها على التفاعل مع هذه الشخصية؛ فإن شعرتْ أنه نصفها الآخر فكل ما عليها أن تستخدم كل وسائل الحكمة والحنكة وهدوء البال والأعصاب؛ حتى لا تشعر بأنها تقلّل من نفسها أو من كرامتها، وهي تقترب من الشخص الذي اختارها لتشاركه حياته. عزيزتي، تعاملي معه بطريقة غير مباشرة في طلب الاهتمام والمودّة.. أرسلي له رسالة مساء كل يوم، وقولي له إنك لا تستطيعين النوم دون الاطمئنان عليه.. تحدّثي في الموضوعات التي تُهمّه؛ حتى وإن كانت بعيدة عنك.. اسألي على والدته واحرصي على أن تكون علاقتك بها على خير ما يرام، اسأليها هي أو أخته أو إحدى قريباته عن صفاته، وما يحب وما يكره، وهل هو شخصية عقلانية فقط أم ممتزجة بالرومانسية المحدودة، ابحثي عن هواية مشتركة بينكما. راعي عزيزتي ظروف سفره، وأن الفرصة لم تكن كافية للتعارف والقرب وبناء المشاعر الجميلة الراقية؛ لذا لا تتعجلي أياً من تلك المشاعر، ولاحظي فربما هو من النوع الذي لا يعبّر عن حبه بالكلام؛ ولكن بأي طريقة أخرى كهدايا أو غير ذلك. إذا كنت مقتنعة بأنه الشخص المناسب لك، وكان قرارك نابعاً من طلب العون وحسن الاختيار من الله عزّ وجل؛ فلا تتوقفي عند كل مشكلة تحدث بينكما، وعندما يقدّم الترضية والمصالحة فلا تفكري فيها ولا تراجعيه في نفس الموضوع من جديد.. شاركيه أحلامه وأحلامك. وأخيراً قبل أن تقولي أو تطلبي منه أي شيء، راعي أنه لا يزال خطيبك؛ فتحلّي بأخلاق الفتاة المسلمة الخجولة برقّتها وحيائها الذي يزيّنها، وخفّة ظلها وروحها التي تجذب إليها زوج المستقبل، ودفئ مشاعرها التي تظهر في كل مرة تدعو له بالتوفيق والسداد، وبرجاحة العقل التي تهيّئها للتعامل مع زوج المستقبل بإذن الله تعالى.