هكذا الاسرائيليون دائما يقولون شيئا ويفعلون غيره.. وعندما يجلسون عل مائدة المفاوضات يتلاعبون بالألفاظ.. ويبحثون بدهاء الثعلب عن مخرج لهم حتي لا يفعلوا ما وافقوا عليه.. فرغم موافقة اسرائيل علي وقف إطلاق النار بدءا من 22 أكتوبر 73 فقد حاولت قواتها دخول مدينة الاسماعيلية.. فتصدت لها قوات الصاعقة.. وتحطمت أوهام جنرالات اسرائيل علي صخرة أبو عطوة التي مازالت تحتفظ ببقايا دباباتهم شاهدا علي ما حدث لهم. وحتي يغطي العدو علي فشله حاول احتلال مدينة السويس واهما أنها أضعف.. ولا يحميها احد.. ولكنها كانت المفاجأة أو كما اطلق عليها قائد القوات الاسرائيلية وهو يلملم قواته ويرحل عنها بدون ان يدخلها " فم الاسد".. فكما صمدت مدينة السويس لمدافع" أبو جاموس" التي كانت تلقي بقذائفها عليها من النقطة الحصينة "عيون موسي" بعد 5 يونيه 67.. صمدت في 24 اكتوبر 73 وتصدت المقاومة الشعبية تساندها قوات من الجيش والشرطة للهجوم الاسرائيلي.. فلم تنم المدينة طوال الليل فالجميع يترقب المعركة المتوقعة بعد ان احكمت القوات الإسرائيلية الحصار حول المدينة ومنعت وصول المياه من ترعة الإسماعيلية وقامت بحشد عدد كبير من مراسلي الصحف العالمية.. وفي الصباح بدأ القصف الجوي والمدفعي علي المدينة.. وتنبه أفراد المقاومة إلي ان الطائرات تتجنب المداخل الرئيسية للمدينة.. فنصب الفدائيون الكمائن عند المداخل معتمدين علي بنيان المدن القديمة التي تضيق مداخلها وشوارعها،.. اعتقد العدو من السكون الذي يغلف المدينة ان اهلها رحلوا.. وحين تقدمت دباباته ومدرعاته.. وبدأ جنوده في النزول إلي الشوارع لالتقاط الصور التذكارية انشقت الارض وخرج الابطال يشعلون النيران في دباباته ويصطادون جنوده بالبنادق عند فرارهم بالشوارع الضيقة... وانسحب العدو وأعطوا المدينة مهلة نصف ساعة للاستسلام.. لكنها لم تستسلم.. فشددوا الحصار عليها.. وصمدت المدينة الباسلة مضيفة بطولة أخري لملحمة العبور. وتكون بحق »فم الاسد« الذي التهم الاسرائيليين.