تشهد الدراما التليفزيونية حاليا سباقا بين جهات الانتاج لتقديم السير الذاتية لنجوم الفن الذين مازالوا علي قيد الحياة دون النظر الي موافقتهم أو رفضهم معتمدين علي حقهم القانوني في ذلك. ومن الأعمال التي ظهرت خلال الفترة الاخيرة تتناول السيرة الذاتية للفنانيين مسلسلات »اسمهان« و»أم كلثوم« و»العندليب« و»قلبي دليلي« و »السندريلا«. السؤال: هل من حق أي جهة تقديم قصة حياة أي فنان أو فنانة علي قيد الحياة دون موافقتهم وسابق رفضهم لأي اغراءات مادية؟ الإجابة جاءت علي لسان كبار الكتاب والمخرجين حيث اتفقوا جميعا علي احترام خصوصية واسرار كل من هم علي قيد الحياة. H الكاتب يسري الجندي قال ويجب ان نقدم اعمالا تمجد ما صنعه هؤلاء لكن يجب أن نحترم الحرية الشخصية لهم اذا ما كانوا علي قيد الحياة ولا نغتصب حقهم في الاحتفاظ باسرارهم في حياتهم ورغم ذلك اتوجه لهؤلاء بنداء لهم بأن يطلبوا كل الضمانات التي تتيح لهم الاحتفاظ بأسرارهم وخصوصيتهم أما اذا رفضوا فهذا حقهم ويجب ان نحترمه ونقدره. H الكاتب محمد صفاء عامر يؤكد انه من الافضل اذا رفض الشخص صاحب السيرة تقديم العمل، أن نبتعد ولا نقدمها مراعاة لمشاعره وخصوصيته، رغم ان القانون يعطي الحق في تقديم سيرة هذه الشخصية سواء اذا رفضت أو وافقت، ولكن هذه العملية تكون انسانية ولن تقف العملية الدرامية علي هذه الشخصية بل من المؤكد ان هناك الكثير من الشخصيات يشبهها. H المؤلف د. مدحت العدل قال في عصبية: كيف يحق لنا ان نقتحم حياة الناس بهذا الشكل المستفز فاذا كانت الشخصية رافضة ان اقدم حياتها فلابد ان أخضع لقرارها ورغبتها في الاحتفاظ باسرارها وحياتها، كما إنني اتساءل عمن سيجسد دورا لشخص رافضا له، بأي قلب وبأي مشاعر من الممكن ان يفعل ذلك، واضرب مثالا اننا عندما قدمنا حياة عبدالحليم حافظ في مسلسل »حليم« اخذنا موافقة كل الورثة واتفقنا علي كل التفاصيل المادية، وصنعنا ذلك بكل الحب والود، ولو كنا وجدنا رفضا لما قدمناه. H المخرج اسماعيل عبدالحافظ ،يقول ان حياة الشخصية ملكا لها، ولا يجوز التعرض لها إلا بموافقتها وانا شخصيا تعرضت لهذا النوع من الاعمال عندما قدمت مسلسل »الوسية« والذي كتبه صاحب الشخصية بنفسه د. خليل حسن خليل وقدمته بكل حيادية، لكن ان اقدم سيرة ذاتية عن شخص رافض، هذا لا يجوز لاننا نقدم فن والفن يحترم مشاعر الناس ويقدر خصوصيتهم. H المخرج مجدي أبو عميرة قال إنه يرفض تقديم مسلسلات السير الذاتية عامة وذلك لسببين الاول يتعلق بأسرة المسلسل وخلافها مع ورثة الشخصية المقدمه وثانيها ان كتاب مسلسلات السير الذاتية يقدمون هذه الشخصيات علي انهم ملائكة وليسوا بشرا. كما اري ان اعمال السير الذاتية هي افلاس واستسهال من الكتاب.