أثارت تصريحات الفنان عادل إمام حول الأعمال الدرامية التى تتناول السير الذاتية لنجوم الفن والسياسة حالة من الجدل، وفتحت من جديد ملف تناول الدراما لحياة النجوم والشخصيات العامة فى مسلسلات تلفزيونية. عادل إمام رأى أن مسلسل «العندليب» أساء لعبدالحليم حافظ، وأظهره شخصية ضعيفة على عكس الحقيقة، وأن صناع العمل اعتمدوا على «حكاوى القهاوى» فى صياغة الدراما، وطالب بأن يتحرى المؤلفون المهتمون بكتابة هذه النوعية من المسلسلات الدقة عند تناول الرموز، وقال إنه يفضل تقديم قصص حياة هؤلاء العظماء فى حلقات تسجيلية حتى لا نهدر قيمتهم الحقيقية. طرحنا على أهل الفن سؤال حول ما إذا كانت هذه النوعية من الأعمال تسىء لأصحابها. الكاتب عاطف بشاى، مؤلف مسلسل «السندريللا»، يقول: الأمر يتوقف على طريقة التناول وثقافة الكاتب، ولا يصح أن نطلق حكما عاما، حتى إذا كان هذا الرأى لفنان كبير، لأنه إذا كان مسلسل «العندليب» ضعيفا من وجهة نظره، فهناك أعمال أخرى جيدة. وأضاف: هذه الأعمال إذا تمت معالجتها بصدق ستكون بالطبع تكريما للشخصية صاحبة العمل مثل مسلسل «أم كلثوم»، أما إذا تمت معالجة حياة الفنان بطريقة رديئة وعدم فهم من الكاتب فستكون تشويها للفنان. وتابع: بشكل عام أغلب أعمال السير الذاتية غير جيدة، لأن هذه النوعية من الأعمال تحتاج إلى حرص شديد فى تناولها، وتحتاج إلى توثيق ومصداقية، ولابد أن يفهم الناس أن هذه الأعمال لا تنقل حياة النجم كما هى، وإنما هناك مساحة كبيرة من الأحداث التى يشاهدونها من خيال الكاتب، والكاتب يتخيل شكل حياة الفنان الاجتماعية ويتقمص شخصيته ويتوقع ردود أفعاله فى مواقف كثيرة. وزاد: من هنا استطعت الحكم على شكل العلاقة بين سعاد حسنى وعبدالحليم حافظ والإجابة عن السؤال الذى حير الجميع حول حقيقة زواجها منه، ومن يدرس ويقرأ ويبحث فى حياة عبدالحليم حافظ وسعاد حسنى فسيعلم أنهما لم يكونا متوافقين إطلاقا. لأن عبدالحليم كان منضبطا فى مواعيده ومنظما جدا، أما سعاد حسنى فكانت فوضوية وغير منظمة وعبثية ولا تقدر الوقت ولا تحترم مواعيدها، كما أن عبدالحليم منع من الزواج بأمر الأطباء قبل أن يعرف سعاد حسنى بعشر سنوات على الأقل، فبديهى أن تكون الإجابة: أنه لم يتزوجها». ويرى الفنان السورى فراس إبراهيم الذى شارك العام الماضى فى مسلسل «أسمهان»، أن هذه الأعمال تكريم لأصحابها، لأنها تذكر الناس بهم، مؤكدا أن ما يتم تقديمه من أحداث يعتبرها الناس مسيئة لهم هى حقائق لا يستطيع أحد إنكارها، «كالتى قدمناها فى مسلسل أسمهان، فحتى إذا كانت هذه الحقائق صادمة لابد من تقديمها». وأضاف فراس أن المسئولية فى مدى صحة هذه المعلومات تقع على كاتب القصة، ويجب أن يعتمد الكاتب على مصادر موثوقة فى سرد الأحداث لأن المصادر إذا كانت ضعيفة واستقى منها معلومات مغلوطة، تكون هذه الأعمال تشويها لهؤلاء النجوم. ويقول الفنان صلاح السعدنى: إن مسلسل «أسمهان» عمل فنى شديد الجودة، لكن فى النهاية ما الذى استفدته منه كمشاهد؟، صناع العمل أظهروا «أسمهان» طوال الوقت ما بين الكأس والسيجارة، وبين رجل وآخر، ولا أعرف هل ما عرض من أسرار فى حياتها ساهم فى علو شأن «أسمهان» والحركة الفنية أم فعل العكس؟، وما الذى استفاده المشاهد فى أن تعرض له صورة سيئة للفنان بهذا الشكل. أعتقد أن هذه الأعمال تحتاج إلى حرص شديد جدا عند تقديمها، مثلما فعل الكاتب محفوظ عبدالرحمن عندما قدم مسلسل عن السيدة «أم كلثوم» فاهتم أكثر بتقديم المناخ السياسى والاقتصادى والاجتماعى الخاص بالفترة التى ظهرت فيها «السيدة أم كلثوم»، وتتبعها حتى وفاتها، ولم يهتم بالجوانب السيئة فى حياتها. وأيد المخرج محمد النقلى السعدنى فى رأيه، وأكد أنه كمخرج يفضل الابتعاد عن أعمال السير الذاتية تماما، لأنها تكون محل خلافات كثيرة قبل تصويرها وحتى بعد عرضها. أما الفنانة السورية صفاء سلطان التى تقوم بتصوير المسلسل الذى يروى قصة حياة الفنانة «ليلى مراد»، فترى أن تقديم هذه الأعمال بمثابة تكريم للفنانين الكبار، وأنه من حق الجيل الجديد معرفة كل شىء عن جيل العمالقة. وعن رأيها فى تقديم الحقائق كاملة عن الفنانين حتى لو تضمن ذلك بعض الإساءة، قالت: إن هذه حقائق لا يستطيع أحد إنكارها، مشيرة إلى أن مسلسل «أسمهان» لم يسىء لها كما ردد البعض، وإنما حاول إبراز صورة الأميرة عندما تتعرض للقهر. الكاتب يسرى الجندى يرى أن أعمال السير الذاتية تحتاج حساسية فى التناول، خاصة عندما تكون هذه الشخصيات من فنانين عاشوا بين الناس بشخصياتهم الحقيقية وليس بأعمالهم فقط، وأشار إلى أن المهم فى تقديم هذة الشخصيات هو إبراز الجانب الفنى فى حياتهم والمتعلق بالموهبة والمشوار الفنى. وهذا ما حققه محفوظ عبدالرحمن فى كتابتة لمسلسل أم كلثوم، فيما أشار إلى أن الأعمال التى تناولت نجوم الفن فى الفترة الأخيرة قدمت صورة تليفزيونية جميلة ولكنها لم تستحضر الروح الحقيقية للشخصيات التى عاشت بين الناس.