الفيديو الذي عرضته معظم المواقع للداعية الشيخ وجدي غنيم مساء الاثنين الماضي لا يدعو للتفاؤل علي الإطلاق فالشيخ الجليل يساوي بين العلمانيين والكفار ويستهين بتهديد من خرجوا من الجمعية التأسيسية لوضع الدستور ويصفهم بأنهم لا حق لهم ويدعو التيار الإسلامي إلي الاستحواذ علي الدستور بدعوي أنهم يمثلون الأغلبية وأن هذا من حقهم ويفسر آيات القرآن الكريم لتتفق مع وجهة نظره ! من حق الشيخ أن يقول ما يؤمن به ومن حقه أيضا أن يعتز برأيه لكن بشرط ألا يتطاول علي أحد وألا يصادر علي حقوق الآخرين الذين يختلف معهم في الرأي .. لقد صدمني الشيخ وجدي غنيم الذي أري أن صمته أفضل له ولنا نحن المسلمين . نحن أبناء وطن واحد ومن حق فئة منا أن تعترض عند وضع الدستور لأنه لا يخص جماعة بعينها ولا فئة دون أخري لأننا نضع دستورا للتعايش بيننا نحتكم إليه حينما نختلف وهذه التصريحات المثيرة للجدل تساهم في اختلافنا أكثر من اتفاقنا وتثير الشقاق والخلاف وليكن لنا في رسولنا الكريم صلوات الله عليه وسلم أسوة حسنة والروايات كثيرة عن خلق الرسول في معاملاته مع الآخرين . لو أن أحدا ذكر لي ما سمعته ورأيته ما كنت صدقته ولكنني شاهدت شريط الفيديو وصدمت من كلمات الرجل فليس هكذا يكون رجل الدين الذي يدعو للاسلام " وادع إلي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة". احتجاجات وإضرابات واعتصامات متي نصحو علي بلد بدون احتجاجات أو إضرابات أو اعتصامات .. عبارات أصبح لها مكان في قاموس الحياة اليومية للمصريين .. متي نغلب المصلحة العامة علي مصالحنا الشخصية .. متي ننتج ونسعي لإقالة البلد من عثرته .. متي نتفرغ للعمل لنمنع الكوارث التي تقع كل يوم .. أنا متشائم بالمستقبل طالما ظللنا علي هذه الحال وهذه الفوضي!