على الرغم من أن لدىّ حالة من القرف العظييييم، شهرياااار ملك عظييييم، نوارة عندها قرف عظييييم، وقد أتى على هذا القرف بالرغبة العارمة فى الصمت وهى حالة غير مسبوقة، حيث إنى نطقت فى الأشهر الأولى بعد ميلادى، حسب رواية والدتى، ومن يومها لم أصمت أبدا، وحديثى لا ينتهى، الناس بتمشى، أو بتنام منى، ولا بيهمنى، باكمل كلام عادى، وها هى المعجزة تحدث، أنا أسكت، وذلك كله من إنجازات الرئيس محمد مرسى. إلا أنه ليس من الكلام بد ونحن على مشارف التصويت بنعم على الدستور الذى يوضع حاليا، حيث إن الذى سيصوت ب«لا» سيلقى به فى نار جهنم لأنه سيكون ضد الدين زى ما احنا كلنا عارفين. الجو العام فى البلاد يبعث على التقزز، وما يثار فى الإعلام من قضايا واهية ووهمية تضع الإنسان بين خيارين، خياراراية إنه يمشى يحدف الناس بالطوب، وهو ما سينتهى بإيداعى فى مصحة عقلية، وخياراراية بأن ينظر إلى الناس جميعا بذهول ثم يصمت. الصمت جميل ومريح، لكننى لن أسامح نفسى على الصمت عما يحدث بشأن الدستور، وسأعتبر نفسى شاركت فى جريمة اغتيال كل معنى ثار من أجله الثوار. الدساتير عادة ما تكون رائعة الصياغة، مثالية، أما التطبيقات فتختلف تماما عما ورد فى النصوص، ويجد فقهاء السلطان ألف مخرج وتفسير لتطويع النص مع أهواء السلطة، ومن هنا، وبداية من هذه اللحظة أقول، لو أن الدستور وضع كأفضل ما يكون فذلك ليس ضمانة لأى حقوق، ولا حماية لنا من طغيان الحاكم، فالحاكم لا يردعه إلا شعب يحسن الطرقعة، ليس أدل على ذلك من جمال وكمال ونور النص القرآنى الذى يعبث به مشايخ الفتَّة ليطوعوا كلام الله لخدمة أهوائهم وأهواء من يعكمهم الجنيهات والدولارات والريالات والله ولى التوفيق، حتى إن وجدى غنيم أصدر فيديو يقول فيه عن أقباط المهجر «ش.....ط» تعرف تستنتج النقط ولا أكتبها ما عم الشيخ قالها عادى بقى؟ ألّا صحيح ماحدش ناوى يرمى على وجدى غنيم مولوتوف بوصفه مسيئا للرسول، حيث قال عن السراج المنير، الذى قيل فيه «لولاك ما خلقت شمس ولا قمر ولا سماء ولا لوح ولا قلم أنت الحبيب الذى ترجى شفاعته عند الصراط إذا ما زلت القدم» قال عنه: سيدنا محمد اللى فارسهم وغايظهم وكايدهم راجل واتجوز وخلف وكان بيدور على زوجاته التسعة فى ليلة واحدة مش زيكو! طب أضحك ولا أعيط؟ خلينا فى موضوعنا، الدساتير تكتب لتدلل على مدى تحضر الفئات المنتخبة فى المجتمع، الخلاصة، الدساتير دى لزوم الشياكة، تماما كما أن الإعلان العالمى لحقوق الإنسان لزوم الشياكة، وكم تباهينا بأن مصر شاركت برجالاتها فى وضع الإعلان العالمى لحقوق الإنسان الذى عادة ما يبله الساسة ويسقونا ماءه مع مرار الحروب والفتن والاستغلال. طيب، الدستور الذى يوضع الآن ولا حتى حنعرف نتشيك بيه. قبل أن نعلق على المواد المسربة من الدستور الجارى وضعه، علينا أن نعلق على عدة نقاط حول وضع الدستور. بداية، قلت: مواد مسربة! لماذا تفتقر عملية وضع الدستور إلى الشفافية اللازمة؟ همّ بيحضروا عفاريت؟ بينما يعس الصحفيون والإعلاميون حول مواد الدستور التى توضع الآن، تضع اللجنة يدها على الورق وتقول: بصوا فى ورقتكو... ما ذاكرتوش ليه؟ وكلما تمكنت وسائل الإعلام من الحصول على مادة تنتظر اللجنة، فإن مرت بسلام، صمت أعضاء اللجنة، وإن أثارت لغطا وقلقا فى المجتمع خرج علينا أحد ممثلى اللجنة، مؤكدا أنه تم إلغاء هذه المادة! ما تقولوا لنا إنتو بتعملوا إيه إنتو عاملين لنا مفاجأة عيد ميلاد؟ نحن فى أمس الحاجة لغرفة إعلامية حتى يتسنى لنا المناقشة الجادة، حيث إننا لا نملك من الوقت ما يسمح بمناقشة الدستور كاملا بعد وضعه، فقد تقرر منح المجتمع مهلة أسبوعين لمناقشة الدستور كله... هو إنتو كلجنة وراكو حاجة مهمة يعنى؟ أصل احنا كشعب فاضيين وعمالين نتكلم فى الفيلم المسىء للرسول، وليس هناك من هو أكثر إساءة للرسول من مشايخ الفتة، ونتناقش حول أفلام إلهام شاهين التى صنعت فى فترة الثمانينيات... فحاولوا تملوا فراغ حياتنا قبل ما ننحرف ونلجأ للمخدرات. الأدهى من أننا لا نعلم المفاجأة التى تعدها لنا اللجنة، هو أننا سنصوت على الدستور كاملا شروة واحدة، مافيش نقاوة، إما الدستور كله بما يشوب لجنته وعملية وضعه من عوار، أو بخ... مافيش دستور! طب بخ بقى.. بخ. هو فى كده يا اخواتى؟ هو احنا بنصلح غلطتنا مع الدستور؟