خرج علينا أحدهم بفتوي مؤخرا ما أنزل الله بها من سلطان... أن أهدموا الأهرامات وأبو الهول... لأنها أوثان يخشي أن يعبدها المسلمون!!!. علي مدي سنوات عمري المديد بإذن الله تعالي مررت وغيري صباح... مساء بالاهرامات وأبو الهول... لم يمر بخاطري أن أسجد - معاذ الله - لهرم خوفو أو خفرع أو ثالثهما منقورع أو حتي سقارة المدرج... كما أشهد المولي سبحانه وتعالي أنني لم أر أحدهم يعبدها أو حتي يتقرب اليها زلفي كما كان أهل قريش الذين ادعوا أن أوثانهم يقربونهم الي الله... (مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَي اللَّهِ زُلْفَي). حقا ربما سمعت أو تبادر الي سمع البعض أن هناك بعض الجماعات في الغرب مهووسون بالاهرامات وأبو الهول الي حد عبادتهما !!! . لكن السؤال الذي يجب أن يطرح نفسه بقوة ... لما اتجه هؤلاء الي عبادة الاهرامات وأبو الهول كما إتجه كفار قريش وغيرهم من قبل الي عبادة الاوثان ؟! . قال المولي عز وجل في محكم اياته (كَان النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَي اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَي صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ) . اختلف الناس بعدما كانوا أمة واحدة فبعث الله الرسل بالبشارة أولا ثم النذير ... هذا قبل بعثة سيدي محمد رسول الله خاتم المرسلين - لكن بعد بعثته صلي الله عليه وسلم انتقل تبليغ دعوته الي كل منا ... فإذا كان هناك من يعبد النار أو الفأر أو الاهرامات - استغفر الله العظيم - فإنها مسئوليتنا جميعا ... تركناهم (في طغيانهم يعمهون) ولم نرشدهم الي الله سبحانه وتعالي؟!. بدلا من أن يخرج علينا أحدهم بما لم ينزل الله... أدعو الناس الي سبيل الله بالقدوة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن..