علي مزاجي !

من البلاوي التي ابتلينا بها في هذا الزمان، تلك النماذج التي خرجت علينا من المجهول، ويريد افرادها ان يتربعوا فوق رءوسنا وان يخضعونا لرغباتهم المتخلفة، ويفرضوا علينا افكارهم المريضة!!
»زعيط« و»معيط« ونطاط الحيط«، ابطال الحواديت التي كانت تحكيها لنا جدتي ونحن اطفال صغار نلتف حولها مشدوهين مبهورين، اصبحوا حقائق تطل علينا من حين الي آخر، من خلال شاشات الفضائيات التي تتحفنا بالمضحكات المبكيات.
منذ ثلاثة ايام، كنت جالسا امام شاشة التليفزيون، اتابع البرنامج المتميز الذي يقدمه الاخ وائل الابراشي، فاذا به يفاجئني بضيف من اياهم، يطالب- بمنتهي الحماس- بازالة اهرامات خوفو وخفرع ومنقرع وسقارة.. وتحطيم ابوالهول.. وهدم المعابد التي تركها الفراعنة.. وتكسير التماثيل الموجودة في جميع المواقع الاثرية في كل انحاء مصر، والقائمة في الميادين، والمحفوظة في المتاحف.. لانها اصنام واوثان.. بقاؤها حرام، وزيارتها حرام، والاعجاب والتفاخر بها حرام ايضا!!
وانا لا الوم »زعيط« ولا »معيط« ولا »نطاط الحيط«.. فهم احرار فيما يعتقدون.. ولا اعتراض لي علي ما يؤمنون به من فكر، حتي لو كان متخلفا.. ولكني الوم الاخوة الاعلاميين الذين يقدمون هذه النماذج من خلال برامجهم، ويعطونهم فرصة الوصول الي جمهور البسطاء من المشاهدين وحثهم علي هدم التراث بزعم ان وجوده يتنافي مع الاسلام، ويحرض علي الكفر!!
قد يكون الاخ الابراشي وغيره من اصحاب البرامج، يستضيفون هذه النماذج لاضحاك المشاهدين علي تخاريفهم.. لكنهم يساهمون- دون ان يدروا- في تحويل هؤلاء الي نجوم ودعاه، ينفذون الي عقول البسطاء باسم الدين، ويوجهونهم الي حيث يريدون.. ويا بئس ما يريدون!!