في القرآن الكريم اقترنت امور ثلاثة بثلاثة أخري في مواضع كثيرة، الزكاة بالصلاة وطاعة الرسول بطاعة الله، والاحسان الي الوالدين بعبادة الله، لما لبّر الوالدين من حسن الجزاء في الدنيا والآخرة، وقال الرسول صلي الله عليه وسلم لرجل عاق لوالديه خرج للجهاد في سبيل الله: جهادك في طاعتهما أي ان الرسول فضل بر الوالدين علي الجهاد في سبيل الله، وطلب النبي موسي- وهو أحد خمسة أنبياء من أولي العزم - طلب من ربه من يبين له رفيقه في الجنة فأوحي اليه انه أول رجل يمر عليك.. تتبع موسي أول من مر عليه ليعرف ماذا يعمل رفيقه في الجنة فوجده يدخل بيتا ولما خرج سأله عما كان يفعل أجاب: أرعي أمي العجوز وسأله موسي هل تدعو لك وبماذا؟ قال الرجل: تدعو لي بدعاء لا يختلف وهو أن يجعله الله رفيق موسي في الجنة فيبشره موسي أن الله استجاب لدعوة أمه العجوز، وعن الرسول الكريم أنه قال: من بر والديه بارك الله في عمره ورزقه ولدا يبره، ومن عاقهما لم يبارك الله له في عمره ورزقه ولدا يعاقه، وكان أبو هريرة قبل ان يخرج من منزله يقبل يدي وجبين أمه العجوز قائلاً: بارك الله لك كما ربتيني صغيراً فترد عليه، وبارك فيك كما تَبَرّني كبيراً.. اللهم وفق اولادنا للبر بأمهاتهم وآبائهم لينالوا الخير في الدنيا والثواب في الآخرة فعقوق الوالدين من الكبائر والنظر شذرا إليهما عقوق ورفع الصوت عليهما عقوق، وغضب الوالدين علي ابنائهما يدخلهم جهنم. انتخابات البابا الاسبوع الماضي نموذج راق متحضر، نموذج لاحترام النفس والآخرين وتقديس للواجب والنظام، وتجسيد وتأصيل للاحساس الديني في النفوس والدقة المتناهية والشفافية الحادة التي لا تترك مجالاً لتأويل أو لتحريف كلام أو أفعال.. لا قضايا ولا محاكم ولا اتهامات.. الكل بعدها كما كانوا قبلها احترام متبادل في إطار من المحبة الصافية والود الصادق لا أموال ولا هدايا ولا وعود.. كل يعرف موضع قدمه ويعي أحرف كلماته لا يعتدي ولا يسيء.. جو صحي نظيف بعيد عن الاهانات والتجريح.. الاقباط إخواننا وأحباؤنا نتمني لهم كل الخير وليتنا نتعلم منهم السلوك الراقي والفعل النظيف. حجم الأهداف والاشخاص المستهدفة لخلية مدينة نصر الارهابية وأهميتها، وأعداد القتلي والدماء التي كانت ستسيل لو نجح مخططها - لاقدر الله - تعكس مدي شجاعة رجال الشرطة وكفاءتهم وقدرتهم علي التعامل مع اصعب المواقف وحماية الوطن وممتلكاته والمواطنين وأرواحهم.. للاسف الشديد لم نسمع كلمة اشادة بهذا الجهد الرائع وترد بعض الاعتبار لهؤلاء الذين هاجمناهم كثيراً.. أليس هذا عيبا.. كل العيب؟