إيمان أنور منذ نحو 20 سنة تقريبا أتابع الإعلام المصري والعربي والعالمي بشكل أدعي أنه دقيق.. وأستطيع القول وبكل حيادية إنني لم أشهد في حياتي مرحلة من التضليل والرداءة الإعلامية أكثر من التي نمر بها حاليا.. ومنذ عامين تقريبا.. لا أريد تحديد أسباب بعينها لهذا التوجه لأنها تتفاوت حسب المكان والحدث.. ولكن يمكن القول إن هنالك أربعة أسباب رئيسية لتزايد الكذب والتضليل في وسائل الإعلام المحلي والعربي والعالمي معا.. الأول هو انتشار وسائل الإعلام الحديثة مثل المواقع الإلكترونية والفيسبوك والتويتر وغيرها.. وبالرغم من أن هذه الوسائل قد حققت نقلة نوعية في قهر احتكار السلطة للإعلام وقدمت روايات جديدة حول الأحداث.. إلا أنها لم تكن أبدا قادرة علي ضبط المهنية بالطريقة السليمة فانزلقت إلي العديد من المحاذير والخطايا المهنية التي تضمنت الكذب والتضليل والأسوأ من ذلك التحريض المؤذي.. السبب الثاني هو حدة المنافسة بين الوسائل الإعلامية المختلفة مما أدي إلي انتشار ظاهرة الأخبار الساخنة والمثيرة من أجل استقطاب القراء والمشاهدين .. وهذا كله علي حساب المصداقية والمهنية.. السبب الثالث هو تراجع المهنية والحرفية لدي الممارسين للإعلام ودخول فئات من الهواة تبحث فقط عن الشهرة والدور البارز وربما المكاسب الشخصية والشعبية عن طريق نشر المعلومات المثيرة وغير الدقيقة.. وبالتالي أصبحت المهنية الصحفية عنصرا قابلا للتضحية مقابل الانتهازية والنفاق والتضليل لدي بعض الدخلاء علي المهنة.. رابعا أدي انتشار تقنيات حديثة في النشر والاتصال مثل الفوتوشوب التي ساهمت في التلاعب بالصور وتغيير تفاصيلها وتركيبها ونشر الكذب والخداع باستخدام صور مزيفة وغير حقيقية سواء عن طريق التصوير الفوتوغرافي العادي أو حتي مقاطع الفيديو المنشورة عبر اليوتيوب وغيره.. فخلال تصفح بسيط للإنترنت لمدة لا تزيد علي نصف ساعة يمكن اكتشاف الكثير من الأخبار والمعلومات الكاذبة بالحد الأدني من الذكاء.. خلاصة الأمر عزيزي القارئ .. حكّم عقلك في كل ما تستقبله من وسائل الإعلام.. ولا تصدق فورا الأخبار المثيرة.. منحنا الله سبحانه وتعالي عقلا متطورا وعلينا أن نستخدمه في تمييز الحقيقة عن الكذب !.