تتوجه انظار العالم اليوم للولايات المتحدةالامريكية لترصد اجواء الانتخابات الرئاسية لاختيار الرئيس الخامس والاربعين في تاريخ امريكا حيث يسعي الرئيس الامريكي باراك اوباما لإعادة انتخابه لفترة ثانية واخيرة مدتها اربع سنوات . ويواجه منافسة شرسة من مرشح الحزب الجمهوري ميت رومني حيث أظهرت آخر استطلاعات الرأي التي اجريت قبل ساعات عن تضاؤل الفارق بين المرشحين مما يعني أن كل شيء قابل للحدوث ولا احد يستطيع أن يتنبأ بالنتيجة. بينما يتوقع المراقبون ارتفاع شعبية أوباما بعد نجاحه في تقليل الخسائر التي تسبب فيها اعصار ساندي ومشاركته الامريكيين مشاعر الحزن لتخطي الازمة. ومع تقارب فرص المرشحين من المتوقع أن يحسم السباق عاملان رئيسيان وهما الولايات المتأرجحة التي لا تميل لأي من المرشحين وعلي رأسها ولايات اوهايو وميتشيجان وبنسيلفينيا وفلوريدا وفيرجينيا والتي يركز عليها المرشحان في الساعات الاخيرة . العامل الثاني هو اصوات الاقليات بعد تراجع نسبة مشاركة الامريكيين السود الذين خرجوا في الانتخابات السابقة باعداد كبيرة لدعم أوباما ليصبح أول رئيس اسود في التاريخ الامريكي. ولكن مع تفاقم الازمة الاقتصادية وارتفاع معدلات البطالة بين السود من المتوقع ان يقاطع عدد كبير منهم الانتخابات وبالتالي فقد اوباما كتلة تصويتية هامة. اما اصوات العرب والمسلمين التي تبلغ 833 ألف صوت من اصل خمسة ملايين عربي يعيشون في امريكا فهي ستكون حاسمة هي الاخري خاصة في ولاية اوهايو. ووفقا لنتائج استطلاع المعهد العربي الامريكي تقول فإن 52٪ من العرب يؤيدون أوباما، مقابل 28٪ سيعطون اصواتهم لرومني. هذا التراجع في نسبة تصويت العرب والمسلمين لأوباما نتيجة سياساته الهزيلة التي لم تحقق ما وعد به عندما انتخبوه أول مرة.و هناك 16 ٪ منهم حائرون بين أوباما ورومني لدرجة قد تدفعهم الي عدم التصويت. ومثل جميع الامريكيين فإن قضية الاقتصاد هي القضية الرئيسية التي تتحكم في اتجاهات الناخبين العرب أكثر من سياسات أمريكا الخارجية وما يخص قضايا الشرق الأوسط لذا اتجه بعضهم للتصويت إلي المرشح الجمهوري لأنهم يجدون سياسات أوباما الاقتصادية فاشلة. أما الأمريكيون الاسيويون الذين تم تجاهلهم كثيرا في الانتخابات الماضية، الذين اصبحوا اسرع مجموعة عرقية نموا في الولاياتالمتحدة. ويشكلون حوالي 5٪ من الشعب الامريكي من المتوقع أن يعززون موقف اوباما في ولايات حاسمة مثل فرجينيا ونيفادا وفلوريدا وكولورادو. ولا يمكن اغفال دور ما يطلق عليه الحزب الثالث وهم خمسة أحزاب تقدموا بمرشحيهم الذين سيقتطعون من نصيب المرشحين الرئيسيين رغم ان اجمالي عدد المرشحين للانتخابات الامريكية كان 25 مرشحا إلا أن الكثير منهم لم يستطع الحصول علي العدد اللازم لمواصلة المنافسة. ومرشحو الحزب الثالث هم جاري جونسون مرشح الحزب الليبرالي وهو حاكم سابق لولاية نيومكسيكو والحزب الليبرالي من أكبر الأحزاب الثالثة في الولاياتالمتحدة والذي تأسس عام1971 . وفيرجيل جوود مرشح حزب الدستور والعضو السابق في مجلس الشيوخ ويعتقد بعض المحللين أنه سيأخذ من الأصوات التي ترجح كفة ميت رومني في ولاية فرجينيا. ثم المرشح روكي أندرسون عن حزب العدل . وهناك سيدتان في سباق هذا العام الاولي هي جيل ستين مرشحة حزب الخضر، وسوف تخوض الانتخابات في 38 ولاية أمريكية وهي طبيبة. وبيتا ليندساي مرشحة الحزب الليبرالي الاجتماعي وهي اصغر المرشحين وتبلغ الثامنة والعشرين من العمر وهي ناشطة حقوقية من بنسلفانيا. ولقد ادلي حتي الآن 25 مليون ناخب باصواتهم في 34 ولاية واشارت الاحصاءات التي نشرت الي تقدم اوباما بفارق ثلاث نقاط. وتجري الانتخابات الرئاسية بنظام المجمعات الانتخابية، واجمالي عدد الاصوات 538 صوتا حيث تمنح كل ولاية عددا من الاصوات يوازي عدد سكانها. ويعتبر اي مرشح يفوز ب 270 صوتا من اصوات المجمعات الانتخابية فائزا بمنصب رئيس الدولة. وتعتبر هذه الانتخابات الاعلي تكلفة في تاريخ الولاياتالمتحدة حيث انفق باراك اوباما علي حملته الانتخابية أكثر من مليار دولار مقابل نحو 950 مليون دولار لحملة ميت رومني. وما هي إلا ساعات قليلة فاصلة وسيعرف العالم اسم الرئيس الامريكي الجديد.