شرىف رىاض أصاب الرئيس مرسي حينما أبلغ جماعة الإخوان المسلمين استياءه بسبب تصرفات أعضائها ضد قوي المعارضة في مليونية كشف الحساب يوم الجمعة الماضي بميدان التحرير والتي تزامنت مع ذكري مرور 02 عاما علي الزلزال غير المسبوق الذي تعرضت له مصر في الثاني عشر من أكتوبر 29 وأسفر عن مئات الضحايا من القتلي والجرحي وتدمير عشرات المباني وتشريد الآلاف من منازلهم. ما حدث في جمعة »كشف الحساب« هو بداية لزلزال جديد سيدمر بلا شك ما هو أهم من المباني والعقارات وهو أمن واستقرار مصر ويدفع بها نحو حرب أهلية تقضي علي أي أمل في مستقبل أفضل لشعبها. كنا نتحدث عن التخوف من ثورة جياع بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية فإذا بنا نواجه خطر حرب أهلية يحركها الصراع علي السلطة.. أقسم بالله أنني كنت أتمني الموت قبل أن أري المصريين يتقاتلون في الشوارع.. اليوم بالحجارة والأسلحة البيضاء وغداً بالرصاص الحي ! لست متشائما بطبعي لكني أتمتع والحمد والشكر لله بقدرة علي قراءة المستقبل.. كل الشواهد تؤكد أننا مقبلون علي حرب أهلية لا يعلم مداها إلا الله.. قد لا نعيش لنتابع فصولها لكن ويلاتها ستصيب بلا شك أولادنا وأحفادنا وستري مصر لأول مرة في تاريخها أجيالا لا تعرف وسيلة للحوار إلا السلاح. قد يري البعض أنني أغالي في تخوفي لكنني لابد أن أنبه وأحذر لأن هذا واجبي.. لن أتحدث عن تفاصيل ما حدث في ميدان التحرير لأن النتائج والتداعيات هي الأهم.. وإذا لم نتحرك سريعا لتفادي خطر الحرب الأهلية فإنها قادمة لا محالة.. وهذه مسئوليتنا جميعا.. أحزابا وقوي سياسية ومنظمات مجتمع مدني.. رجالا ونساء.. شيوخا وشبابا.. وقبل كل هذا وذاك من انتخبناه رئيسا لنا د.محمد مرسي. لهذا لا يكفي أن يبلغ الرئيس جماعة الإخوان المسلمين استياءه بسبب تصرفات أعضائها في مليونية »كشف الحساب« فلابد أن يتخذ إجراءات فورية لمنع أعضاء الجماعة التي ينتمي إليها من التعدي علي المعارضين وأن يحذرهم بما لا يدع مجالا للشك أن الاعتداء علي قوي المعارضة وضرب المتظاهرين خط أحمر يجب ألا يتجاوزوه مهما حدث.. ولا ننسي أن هناك مليونية أخري غدا لقوي المعارضة ردا علي أحداث جمعة »كشف الحساب« بعنوان »مصر مش عزبة«.. وإذا نزل الإخوان لمواجهتها ستتكرر مأساة الجمعة الماضية. نعم.. مصر مش عزبة للإخوان يرتعون فيها كما يشاءون.. مصر وطن لجميع من يعيشون فيها علي اختلاف عقائدهم الدينية وتوجهاتهم السياسية.. ولابد أن تتسع لنا جميعا وإلا سقطنا في هوة سحيقة ليس لها قرار. من هذا المنطلق يجب أن نرحب بأي دعوة للحوار الوطني الجاد.. حوار يجمع القوي السياسية علي كلمة سواء من أجل مصر.. حوار يسعي للتوافق بديلا عن التنكيل بالمعارضين كما جاء في مبادرة د.عمرو حمزاوي بهذا الشأن. خطوات أخري مطلوبة من الرئيس مرسي للم الشمل أهمها أن يعيد النظر في مستشاري السوء الذين يحيطون به بعدما ورطوه في أزمة النائب العام وكأنهم لم يكفهم ما حدث في أزمة عودة مجلس الشعب المنحل.. وفي الأزمتين ظهر الرئيس في صورة من يصدر قرارا لا يستطيع تنفيذه فيضطر للتراجع عنه.. وهو ما لا نرضاه للرئيس مرسي الذي وثق فيه الشعب قائداً لمسيرته يحترم الدستور والقانون ويحكم بالحق والعدل. حذرت في مقال سابق من خطر هؤلاء المستشارين.. وأكرر اليوم »ابتعدوا عن الرئيس ولا تورطوه في مخالفات دستورية وقانونية.. حافظوا علي احترام الشعب له ولا تدخلوه في معارك سياسية حتي يتفرغ لإعادة بناء مصر«. هذا عن المستشارين.. هناك أيضا من يتحدثون باسم الرئاسة ويدلون بتصريحات عن موضوعات وقضايا ليسوا مخولين بالحديث عنها.. ينتشرون في الفضائيات كل ليلة يدافعون عن الإخوان »عمال علي بطال« ولا يتركون فرصة للضيوف الآخرين في برامج »التوك شو« للتعبير عن وجهة نظرهم.. وآخرون هوايتهم التنكيل بالمعارضين علي صفحات التواصل الاجتماعي عبر الانترنت .. هؤلاء لابد أن يوقفهم الرئيس مرسي عند حدهم ويقول لهم »عيب.. ما تحرجونيش مع الناس« كما قال لابنه عمر الذي هاجم علي صفحته بموقع الفيس بوك د.عبدالمجيد محمود النائب العام والمستشار أحمد الزند رئيس نادي القضاة مما أثار غضب الرئيس. سيادة الرئيس.. نرجو أن تغضب أيضا ممن يسيئون لك سواء بالمشورة الخاطئة أو الحديث باسم مؤسسة الرئاسة والخلط بين مواقفها ومواقف جماعة الإخوان أو الاعتداء علي المعارضين.. اتخذ إجراء معهم وأوقفهم عند حدهم قبل أن يكونوا سببا في الثورة عليك.