استقبل المصريون نتائج جولة الإعادة فى الانتخابات الرئاسية، والتى أسفرت عن فوز الدكتور محمد مرسى بها فى مواجهة الفريق أحمد شفيق، بفرحة مشوبة بالحذر، وحالياً لم يعد الرئيس تابعًا لتيار بشكل رسمى بعد فوزه بالانتخابات الرئاسية ومن المفترض أنه أصبح مستقلاً بعد استقالته من رئاسة حزب الحرية والعدالة. ورغم ذلك هناك مخاوف من جانب البعض وتشكيك فى نية الإخوان المسلمين، بسبب سوء إدارتهم وسياساتهم فى المرحلة الانتقالية، ولم تصبر المعارضة المصرية كثيرًا أمام رئيس جاء فى وقت حرج، على اعتبار أن «الطبطبة» ليس لها فائدة، ويجب الطرق على الحديد وهو ساخن كى تكون محفزة، وكما يوجد مادحون كثيرون للرئيس لابد أن يكون هناك مراقبون ومحاسبون. ووسط هذه الحالة التى يعيشها المصريون بعد التعرف على رئيسهم الجديد من خلال نحو خمسة خطابات، بات أمامنا ثلاثة أسئلة مهمة ستحدد مستقبل الرئيس مرسي، وهي: لماذا لا تمنح المعارضة فرصة أمام الرئيس الجديد قبل أن تحكم عليه؟، ولماذا الخوف من حكم الإخوان المسلمين؟ ولماذا أصبح مرسى محبوبًا للشعب المصرى؟.. وهى الأسئلة التى نحاول الإجابة عنها فى السطور القادمة. ممارسات الفترة الانتقالية وضعت حواجز يصعب إزالتها متي تنتهي فزاعة «حكم الإخوان»؟ كمال زاخر: ما بيننا وبينهم مدنية الدولة.. إن التزموا بها دعمناهم ينتاب قطاع كبير من الشعب المصري خوف وقلق من وصول الإخوان المسلمين إلي الحكم، والسؤال الذي يطرح نفسه: هل هذا التخوف نتيجة طبيعية لأفكارهم التي يتبنونها، وتصرفاتهم علي مدي عقود طويلة جعلت الناس تقلق من وصولهم للحكم؟ أم أن الناس ساروا وراء ما يشاع عن الجماعة دون معرفة جيدة بها؟ تقول الدكتورة عزة كريم، أستاذ علم الاجتماع السياسي، بمركز البحوث الجنائية والاجتماعية, إن خوف الناس من جماعة الإخوان المسلمين ليس فى محله وغير مبرر، لأن التجارب الفعلية مع الإخوان معظمها ايجابية، وكلها تصب فى مصلحتهم، فلدى هذه الجماعة أفكار وأخلاقيات إيجابية للغاية، ولكن بعد ثورة 25 يناير نشأت منافسة بين الجماعات الإسلامية بشكل عام وبين أصحاب المصالح فى استمرار النظام السابق بكل مفاسده، والمعروفون إعلاميا بالفلول، ومن هنا نشأ صراع بين الطرفين وبدأ أصحاب المصالح في مقاومة الجماعات الإسلامية بالشائعات وذلك لتغيير اتجاهات الناس وأفكارهم. وأضافت كريم أن الخصوم سلطوا على الإخوان كماً كبيراً من الشائعات، التى تركز على أن الإخوان جماعة ترتكب الجرائم، وعمموا خطأ أي شخص محسوب على الإسلاميين للإساءة إلى الإخوان، مؤكدة أن الشائعة أخطر من الأسلحة، خصوصا إذا أثيرت فى مجتمع تكثر فيه نسبة الأمية وعدم الثقافة كالمجتمع المصرى، وبالتالي أصبح الإعلام المرئي الوسيلة الوحيدة لتكوين المعلومة. وقالت: من المعروف أن أصحاب القنوات الفضائية الخاصة معظمهم ضد فكر الإخوان لأنه يتعارض مع مصالحهم واستثماراتهم المشبوهة، وبالتالي يتم التركيز على السلبيات الفردية وتعميمها وتسليط البرامج ضد الإخوان، ومن هنا زرعوا الخوف في قلوب الناس دون دليل. وأضافت أن هذه حرب منظمة ضد الإخوان لأنهم يحملون قيماً وإصلاحات وأفكاراً مضادة للنظام السابق التى تفشى فيه الفساد والجرائم والمحسوبية والرشاوى، مؤكدة أنها تحمل الإعلام المسئولية عن ذلك، وطالبت بضرورة معاقبة من يسيء إلى الإخوان دون دليل وإذا حدث ذلك فى أحد البرامج التى تعرف الآن ببرامج التوك شو، فلابد من معاقبة مقدم البرنامج ومعاقبة الضيف أيضا حتى نضع الأمور فى نصابها الصحيح وحتى نكون دولة قانون ولا نترك بقايا النظام السابق يشوهون صورة الإخوان. ويقول المفكر القبطي كمال زاخر، إن الخوف من حكم الإخوان نابع من طرحهم العام لشكل الدولة، فهم يعتبرون فكرة الوطن غائبة وفكرة الأمة تحل محلها، بالإضافة إلى كلامهم الملتبس الذى يغلب على خطابهم. وأكد زاخر أن التشدد سمة من سمات الخطاب السياسى للإخوان وان مصر لا ينبغي ان تختطف لصالح اي تيار، مشيرا إلى أنه من خلال الخبرة الطويلة مع الإخوان، تولد الشك لدى الكثير من الناس خوفا من إقامة دولة غير مدنية. وشدد على أن الإخوان لديهم فرصة ذهبية فى هذه الفترة، لإثبات حسن النوايا بشكل يؤكد مدنية الدولة وكل هذه الأمور محل اختبار الآن. وأرجعت الدكتورة عاليا المهدي، عميدة كلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة، خوف الناس من الإخوان المسلمين إلى تصريحاتهم المتناقضة فى الكثير من المواقف خلال السنة والنصف الماضية، كما ان الناس لم يجربوهم فى الحكم من قبل والمعروف ان الشعب المصرى لا يحب التجارب، خصوصا فى الأمور التى تخص مستقبل الدولة فهم يبحثون دائما عن الأمن. وأكدت أن الإخوان لا يمكن ان يحصلوا على أغلبية فى انتخابات مجلس الشعب القادمة كالتي حصلوا عليها فى الانتخابات الماضية، فنسبتهم ستكون اقل مما سبق لان الشارع تعرف عليهم أكثر، وأضافت ان الإخوان ينطبق عليهم المثل الشعبي الذى يقول «أسمع كلامك أصدقك أشوف أمورك استعجب»، مؤكدة أن لو ثبت حسن نواياهم وتصرفوا تصرفات مقبولة، ربما يغير الناس فكرتهم. وأكد الدكتور أحمد أبو بركة، القياديّ فى جماعة الإخوان المسلمين، أن المسؤول عن تشويه صورة الجماعة الخصوم السياسيون الذين يروجون دائما الشائعات والأكاذيب ضد جماعة الإخوان، مؤكدا أن كل ما يروج فى الإعلام الآن ما هو إلا كذب ممنهج يهدف إلى التأثير على الناس لكي يهزوا ثقتهم بالإخوان، حيث يقوم هؤلاء الخصوم بتسليط الضوء على أخطائهم البسيطة ويضخمونها. وشدد أبو بركة على ضرورة التعامل مع هذه الممارسات بشكل قانوني وإقامة الدعاوى القضائية وملاحقة كل من يحاول ترويج هذه الأكاذيب، كما يجب إقامة آلية معينة وحاسبة كل من يقوم بهذا الفعل وذلك عن طريق تفعيل دور المؤسسات كنقابة الصحفيين مثلا. هيام سليمان قوى سياسية أصدرت أحكاماً نهائية بعد الخطاب الأول هل يجب منح الرئيس الجديد فرصة قبل الحكم عليه؟ أحمد خيرى: سننتظر انتهاء ال 100 يوم الأولى لتقييم أداء «مرسى» لم يكن وصول الدكتور محمد مرسى إلى كرسى الحكم السيناريو المفضل لدى بعض القوى السياسية والثورية، وظهر ذلك بوضوح فى مرحلة الإعادة حيث امتنعت أغلب الأحزاب تقريباً عن تأييد مرشح بعينه، فهم بالطبع لا يريدون عودة النظام القديم ولديهم مخاوف من وصول مرشح الجماعة إلى الحكم. لكن الدكتور محمد مرسى نجح قبل بدء جولة الإعادة فى أن يحصل على دعم بعض القوى السياسية المعارضة للإخوان والبعض الآخر التزم الحياد واستطاعت حملته أن تسوقه على أنه مرشح الثورة فى مواجهة النظام السابق وبالفعل نجحت فى ذلك خاصة أن مرسى قدم تطمينات وتعهدات إلى القوى السياسية التى ساندته ومنحته دفعة كبيرة فى مواجهة المرشح أحمد شفيق. وبعد وصول مرسى إلى الرئاسة انفضت بعض القوى السياسية والثورية التى كانت تؤيده من حوله، بل إن معظمهم بدأ تكوين ما يسمى بالتيار الثالث والذى يقدم نفسه على أنه بديل للإخوان والنظام السابق، وبدأت بعض القوى السياسية تراقب خطوات الرئيس الجديد وخطاباته وتتابع تنفيذ خطة ال 100 يوم التى أعلن عنها. مرسى نفسه حاول أن يخطب ود القوى السياسية فى خطاباته التى ألقاها عقب إعلان فوزه فتحدث فى كل خطاب بلغة مختلفة وبطريقة متباينة حتى يوصل رسائله إلى جميع المعارضين له والسؤال الآن لماذا لا يعطى المعارضين للإخوان فرصة للرئيس مرسى لينفذ ما وعد به. الحقيقة أن القوى السياسية كان لديها تخوف مسبق من المرشح الإخوانى بسبب ممارساتها فى البرلمان وعلى مدار ال 18 شهرًا هى عمر المرحلة الانتقالية حتى الآن وكانت خطة التطمين التى طبقتها الجماعة قبل مرحلة الإعادة والوعود التى أطلقها مرسى محركاً للقوى السياسية لتراقب تنفيذ تلك التعهدات. قوى المعارضة أمهلت مرسى 100 يوم فقط للحكم عليه وعلى طريقة أدائه وهى فترة غير كافية خاصة وسط حالة من الاعتصامات والتظاهرات الفئوية التى تحاصر قصر الرئاسة يوميا وأصبح مطلوباً من الرئيس أن يقوم بفك التشابكات الحادثة فى المجتمع الآن، بالإضافة إلى تنفيذ البنود الخمسة التى أعلن عنها فى برنامجه وعليه أن ينظر إلى مطالب القوى السياسية وكلها عوامل تتطلب دعما من القوى المعارضة لمرسى فى الأشهر الأولى من حكمة وبعدها يتم الحكم عليه. الناشط السياسى جورج اسحق قال إنه من المبكر جدا الحكم على الرئيس الجديد وخطواته كما أنه لم يلق معارضة حتى الآن فهناك حالة من الترقب والانتظار لخطواته وليس هناك مبرر للهجوم عليه خاصة أنه لم يقدم أى شىء يدل على المسار الذى يسير فيه حتى الآن ولكن على مرسى الاهتمام بالقضايا الأساسية وإصلاح القضايا الصغرى حتى يشعر الناس بالاطمئنان له. وأضاف أن الكل ينتظر خطة ال100 يوم التى أعلن عنها مرسى، والتى بدأ فى تنفيذها وهذا هو المحك الأساسى له وعلينا أن نترك له الفرصة كاملة والحرية فى اختيار ما يشاء وتنفذ ما يريد من خطط كما أن تشكيل الحكومة وفريقه الرئاسى سيكون أول اختبار حقيقى على فكرة التوافق الوطني. وأكد أحمد خيري، المتحدث باسم حزب المصريين الأحرار، أنه لا يستطيع احد الحكم على خطوات مرسى الآن ونحن بحاجة إلى 100 يوم على الأقل حتى نرى ناتج خطته الأولى ومن الظلم أن نهاجمه أو نعارضه على موقف الآن ويجب أن نترك له مساحة كبيرة من الاختيار والحرية حتى يتحمل مسئولية قراراته. وأشار بعد عام أو عامين من الممكن أن نقدم كشف حساب للدكتور مرسى ونرى نتيجة سياساته وحكومته التى سيختارها وفى اعتقادى أنه لم يتعرض للهجوم حتى الآن غير أن هناك كيانات بدأت تتكون وتتحد لتكوين جبهات معارضة قوية لأن المعارضة القوية تصنع فى الأساس رئيساً قوياً وتسعى إلى رصد أخطاء وسياسات الحكومة والرئيس وتقويمها وتصويبها وفى الوقت نفسى الإشادة بالسياسات الجيدة وعلى أعضاء حزب الحرية والعدالة أن يكونوا سعداء بما يحدث وأن يتقبلوا الأمر فتلك هى الديمقراطية. وأشار عاصم عبد الماجد، المتحدث باسم الجماعة الإسلامية، إلى أن هناك بعض الأبواق التى كانت تؤيد شفيق بدأت فى نصب الأزمات إلى الرئيس مرسى وانشغلوا بمعارضته رغم أنه لم يأخذ اى خطوات فى الحكم فهناك قوى تريد أن تطبق النموذج الذى حدث فى البرلمان مع الرئيس ولكن القوى المؤيدة لمرسى يجب أن تحافظ على الرئيس ولن تسمح لأحد بأن يهدمه. وأكد أن مرسى أصبح رئيسا لكل المصريين ومن يريد لمصر النهوض فليساند مرسى إلا حينما يخطئ فقط سنكون جميعا فى مواجهته ولا يجب أن يكون اختلاف الاجتهادات مبرراً لمهاجمته خاصة أن هناك آراء مختلفة حول قضايا لم يبد فيها الرئيس حتى الآن أى موقف ومجمل الشعب يريد أن يحقق مرسى النجاح وعلى المعارضة إذا كانت تبحث عن المصلحة الوطنية أن تمنح الفرصة كاملة للرئيس الجديد وان تؤجل حكمها عليه حتى وضوح سياساته وأفكاره. محمد شعبان علماء النفس أكدوا أن بساطته وخطاباته العاطفية السبب لماذا أحب المصريون «مرسى»؟ د. أحمد يحيى: الارتياح الشعبى للرئيس مشروط بتنفيذ وعوده يوم 16 يونيو الماضى خرج المصريون لانتخاب رئيس لهم، فيما وصفه الكثيرون ب «الاختيار المر»، لأنه وضعهم بين الفريق أحمد شفيق المحسوب على النظام السابق، والدكتور محمد مرسى المنتمى لجماعة الإخوان المسلمين التى أساءت التصرف كثيرًا خلال الفترة الانتقالية. وحالياً وبعد إعلان مرسى رئيسًا للجمهورية تبدل الحال تماماً، فصار هو القائد والبطل فى نظر كثير من المصريين ووقف مئات الآلاف أمامه فى التحرير يهتفون باسمه ويجتمعون على حبه ويزداد الإعجاب الشعبى بمرسى مع كل خطاب وتصرف يفعله، وهنا يطرح السؤال نفسه: لماذا أحب المصريون مرسى، وهم الذى اختاروه أساساً لمجرد الخلاص من الدكتور أحمد شفيق الذى اعتبروه ممثلاً لنظام مبارك؟ اتفق عدد من خبراء النفس والاجتماع على أن مرسى تعامل «بحكمة» مع الشعب منذ خطابه الأول، خاصة عندما بدأ الاحتكاك المباشر معهم بميدان التحرير، وهو ما أدى إلى نشأة روح الألفة بينه وبين الشعب، وأوضحوا أن هذه المرحلة التى يعيشها المصريون سعداء برئيسهم قد تتحول إلى ثورة مضادة إذا لم يحقق طموحاتهم. ويرى الدكتور أحمد يحيى، أستاذ علم الاجتماع بجامعة قناة السويس، أنه من الصعب الآن الحكم على الرئيس الجديد، وما إذا كان محبوباً من عدمه، خاصة أن هذا التحليل يحتاج إلى تطبيقات عملية، وقال: «نمتلك رئيساً له شعب وليس قاعدة شعبية، بمعنى أنه استطاع أن يستأثر بقلوب المصريين ومشاعرهم بعد فترة وجيزة من توليه الرئاسة، وهذا يتضح فى اعتماده على إرضاء الجميع بشكل متساو، وجذب جميع طبقات وأطياف الشعب، فضلاً عن كسب ود كثير من القوى السياسية المختلفة بل والمتصارعة. وأضاف يحيى أنه عند النظر فى الأسباب التى أدت إلى ارتياح قطاع عريض من الجماهير والشعب المصرى إلى مرسى، نجد أنها تتلخص فى توفيق خطاباته التى تنوعت بين أكثر من موقع، وتغيرت وفق مكان الخطبة مما كان له تأثير قوى على المستمع، فما قاله فى ميدان التحرير يختلف عن جامعة القاهرة وعن الهايكستب، فظهرت حكمته فى التعامل فالتف حوله الجمهور. وأوضح يحيى أن هناك تساؤلاً يوضح إذا كانت حالة الرضا ستستمر أم أنها فترة لحظية وستعبر مع الوقت وهو: هل يحاول الرئيس أن يمسك عصا الأمور من المنتصف؟ فإذا كانت الإجابة بنعم فحتماً سيفشل فى المرحلة القادمة ولن يدوم كثيرًا، لأنه لابد من اتخاذ موقف واضح وصريح وقاطع فيما يتعلق بالأمور السياسية والجماهيرية والدستورية، ولابد من احترامها فى نفس الوقت. وأضاف أن حالة السعادة التى قابل المصريون بها مرسى عقب نجاحه، جاءت انطلاقاً من الرغبة فى تطبيق مبدأ «نجربه» بالإضافة إلى السعى نحو الاستقرار واتخاذ هدنة مؤقتة من الحالة الثورية ليرى الشعب خلالها ماذا سيفعل الرئيس فى قضايا المجتمع العالقة، وفى حالة إجادته سيصفق له الجميع ولو أخطأ فسيتغير موقف الناس تجاهه. ولفت الدكتور رشاد عبداللطيف، أستاذ تنظيم المجتمع، إلى أن مرسى فعل ثلاث نقاط ساهمت فى رفع رصيده لدى رجل الشارع العادي، وكسب وده وهم أنه نزل فى حديثه لمستوى المواطن البسيط، الذى دائماً ما بحث فى خطابات مبارك على مدار الأعوام السابقة ما يستشعر خلاله أنه يشعر به ولم يجده، وثانياً حديثه عن الخدمات التى يبحث عن تقديمها للمواطنين كانت مهمة كثيراً لدى المواطنين جميعاً سواء البسيط أو المثقف، وثالثاً أنه رفع كل الحواجز وكسر المسافات بينه وبين الشعب، باختياره ميدان التحرير ليلقى فيه الخطاب الأول وسط جماهير غفيرة، دون أن يظهر خوفه بل كان واضحاً عندما صرح بأنه لن يخاف وسطهم. وأضاف عبداللطيف أن مرسى الآن هو يمر بمرحلة وضعه الشعب بها، وهى التصديق بحذر بمعنى أنه لو فعل ما قاله فى نحو 5 خطابات رئاسية من وعود براقة وكلام منمق ورائع، سيتم تصديقه طول فترة حكمه وسيغفر له بعض أخطائه، وإن انحرف عما قاله، فسيقوم الشعب بثورة ضده لأن خيبة آمالهم ستكون كبيرة ولن يحتملها الكثيرون. ووصف عبداللطيف أن مرسى استخدم الذكاء فى تعامله مع الشعب من خلال خطابات غلبتها العاطفة بنسبة 80٪ على حساب 20٪ عمليًا منها فقط، ويرى أن هناك أملاً كبيراً خلال الفترة المقبلة فى حفاظ مرسى على مكتسباته من حب المواطنين له وسيحاول أن يحمى هذه المكتسبات. ويرى عبداللطيف أن الشعب المصرى يبحث عن قائد فى فترة حرجة وهو قالها صريحة لهم: «أنا قائدكم»، وهذا كان بمثابة بث أمل جديد فى الشعب مما أدى للالتفاف حوله. أمانى زكى