أثارت التحولات الأخيرة فى أسلوب الخطاب الدعائى للمرشح الرئاسى الفريق أحمد شفيق حالة من السخط والاستياء داخل الشارع المصرى، بعد أن وظف شفيق حملته الدعائية للهجوم فقط على منافسه فى جولة الإعادة الدكتور محمد مرسى، مرشح جماعة الإخوان المسلمين. فبدلا من أن يتكلم فى برنامج انتخابى معين، نجده أصبح لا يتكلم سوى عن جماعة الإخوان المسلمين وخطورتها على مصر، وألصق بها كل المصائب التى لحقت بمصر حتى تلك التى وقعت منذ مئات السنين، وقال إن مرسى وجماعته السياسية يستخدمون الدين للمتاجرة بحلمهم السياسى فى الوصول لكرسى حكم مصر، وأن مرسى لو فاز بالمنصب فلن يكون هو حاكم مصر بل سيكون المرشد هو الحاكم. وقد أجمع المحللون والخبراء أن خطابات شفيق الأخيرة اتسمت بالاستفزاز والهجوم غير الموضوعى تجاه منافسه الدكتور مرسى، ومثلت نوعًا من الإفلاس السياسى والتصريحات العنترية وأنها ستكون سببًا فى خفض أسهمه فى جولة الإعادة. وفى إطار ذلك، رصدت "المصريون" آراء الخبراء والمحللين حول اللهجة الهجومية للفريق شفيق فى خطاباته الأخيرة تجاه منافسه الدكتور مرسى وإمكانية توظيفها فى رفع أسهمه فى جولة الإعادة من عدمه. الدكتور محمد نجيب: التصريحات النارية لشفيق ستصرف الناس عنه ولغته الهجومية تفقده المصداقية فى البداية يقول الدكتور محمد نجيب، أستاذ علم النفس السياسى بجامعة حلوان، إن خطابات الفريق أحمد شفيق المرشح لرئاسة الجمهورية ولهجته المتشددة فى مؤتمراته الصحفية ستقلل من أسهمه فى جولة الإعادة للماراثون الرئاسى. وأضاف نجيب أن شفيق قد قام بتغيير لهجته فى خطاباته إلى اللهجة الحادة ظنًا منه أن ذلك سيرفع أسهمه فى جولة الإعادة، ولكن الشعب المصرى ذكى بطبعه ويمتلك ما يسمى بالحاسة السياسية التى من خلالها يميز من هو أصلح لتولى منصب رئيس الجمهورية. مشيرًا فى الوقت ذاته إلى أن هذه الحاسة السياسية تنمو يومًا عن الآخر عند المواطن المصرى؛ لأن الشعب المصرى مازالت الضبابية السياسية عنده غير واضحة. وأشار أستاذ علم النفس السياسى إلى أن تصريحات شفيق العنترية لا تغنى ولا تثمن من جوع، وتتنافى مع شعاره الذى يعتمد على الأفعال وليس الأقوال ولا نحتاج الخطب والشعارات. وأوضح نجيب أن شفيق لم يختبر سياسيًا قبل ذلك، حتى إن عين رئيسًا لوزراء الرئيس المخلوع مبارك لكنه لا يخفى على الجميع أن شوكة النظام السابق كانت قوية ولم تكن تسمح لأحد أن يمارس دورًا سياسيًا بمعنى الكلمة. ونوه نجيب بأن تصريحات شفيق وخطبه الدعائية ليست موضوعية وغير قابلة للتنفيذ ويعتمد على أسلوب مهاجمة الخصم فقط، وفى الدول المتقدمة لا يوجد ذلك فكل مرشح له برنامجه الانتخابى الواضح والذى يمكن من خلاله للمواطن الغربى تحديد من سيصل للرئاسة. الدكتور حسن اللبيدى: الإعلام المنافق يساند شفيق وهجومه غير موضوعى ويتناقض مع شعاره الانتخابى على سياق آخر، أكد الدكتور حسن اللبيدى، المحلل السياسى والإستراتيجى، أن اللغة التى استخدمها شفيق فى خطاباته الدعائية غير مقنعة ولا ترقى لمستوى مرشح رئاسى، وأسلوبه الأخير فى خطاباته الدعائية قد جعل العديد من أنصاره ينفضون عنه. وأشار اللبيدى إلى أن هجوم شفيق على الدكتور محمد مرسى، مرشح الإخوان المسلمين، غير جيد وغير موضوعى؛ لأنه يتطرق إلى قضايا حساسة ليست صحيحة على الإطلاق كتصريحه عن قيام مرسى بتأجير قناة السويس وإعطائها لدولة معينة حق انتفاع حال انتخابه رئيسًا. وأضاف اللبيدى أنه على الجانب الآخر كان هجوم مرسى على شفيق موضوعيًا، حيث ركز هجوم مرشح الإخوان لشفيق على أنه من رموز النظام السابق وسيعيد إنتاج النظام السابق وهذه حقيقة أن شفيق فعلا من رموز النظام السابق. ونوه اللبيدى إلى أن الإعلام فى مصر، خاصة الإعلام الخاص قد صنع من شفيق بطلاً سياسيًا، وأن هذا الإعلام المنافق يقوم يوميًا بتخصيص برامج معينة لمهاجمة الإسلاميين ويحشد لها العديد من المحللين لذلك. وقال إن هذا الإعلام المنافق للأسف الشديد له تأثيره على المواطن المصرى، حيث يقوم هذا الإعلام بتوجيه الانتقادات دائمًا إلى جماعة الإخوان المسلمين ومرشحها وكأن هذه الجماعة ليس لها إيجابيات وكلها سلبيات فقط، ولا يقوم بدور محايد تجاه المرشحين. وأوضح اللبيدى أن هذا الجهاز الإعلامى من الممكن أن يقلب الحقائق ويوهم المواطنين بأشياء ليست حقيقية عن مرشح معين. وأشار اللبيدى إلى أن هجوم شفيق على الدكتور محمد مرسى وجماعة الإخوان هو أسلوب استفزازى للجماعة ومرشحها؛ حتى يقوموا بتصرفات انفعالية، وهو يستدرجهم إلى ذلك ومن نصحه بذلك فهو مخطئ أيضًا. الدكتور عبد الله الأشعل: شفيق ليس لديه ما يقدمه ويحاول زعزعة ثقة الناخبين بمرسى من زاوية أخرى، أكد الدكتور عبد الله الأشعل، مساعد وزير الخارجية السابق، والمرشح السابق لرئاسة الجمهورية، أن الفريق أحمد شفيق مرشح رئاسة الجمهورية ليس لديه شىء يقدمه من الأساس، فركز فى خطاباته الانتخابية على زعزعة ثقة الناخبين فى مرشح الإخوان الدكتور محمد مرسى. وأشار الأشعل إلى أن المصريين يتعرضون لحملة شرسة، وإذا فاز شفيق ستكون الثورة قد انتهت، وأن مرسى هو الممثل للثورة المصرية الآن وإلا لماذا قمنا بالثورة من الأساس طالما أن شفيق سيأتى ليحكم؟ وأضاف الأشعل أن خطابات شفيق الانتخابية تمثل نوعًا من الإفلاس السياسى من جانبه معتمدًا على عدم وعى المصريين الكافى بالأحداث، مركزًا كل طاقاته للهجوم على الدكتور مرسى، مرشح جماعة الإخوان المسلمين. ونوه الأشعل بأن شفيق بخطاباته العنترية يحاول أن يوصل للناخبين معلومات مغلوطة عن الدكتور مرسى؛ لتقويض تحركاته السياسية وجعله دائمًا موضع انتقاد. وأوضح الأشعل أن هذا الهجوم الشرس من قبل شفيق على مرسى وجماعته السياسية لن تضيف له شعبية فى الشارع السياسى، وأخطأ إن توهم ذلك. وأشار مساعد وزير الخارجية السابق إلى أنه يجب على حملة الدكتور محمد مرسى وجماعة الإخوان المسلمين أن تقوم بالرد على هذا الهجوم حتى لا يستغله شفيق لصالحه فى الدعاية الانتخابية. وحذر الأشعل من أن برنامج شفيق هو إعادة إنتاج للنظام السابق والتحالف مع الغرب وكأننا لم نقم بثورة من الأساس، وأن هناك هجمة على التيار الإسلامى يستغلها شفيق لصالحه. وأضاف الأشعل أن برنامج الدكتور محمد مرسى يقوم على استقلال مصر عن التبعية للغرب وكرامة المواطن وإقامة الديمقراطية التى حلمنا بها من مئات السنين وانطلقت بناءً عليها ثورة يناير. وفى مقابله، فإن برنامج شفيق هو استنساخ من برنامج الرئيس المخلوع حسنى مبارك الذى يعتمد على الفساد والفقر والمرض والتبعية لإسرائيل. معللا فى الوقت ذاته أن جماعة الإخوان المسلمين لن تتدخل فى عمل مرسى إذا أصبح رئيسًا؛ لأنه سيحكمه آنذاك الدستور والقانون وبحبس مبارك انتهى عهد الفراعنة فى مصر. وأضاف الأشعل أن علاقة الدكتور محمد مرسى، مرشح جماعة الإخوان المسلمين، بالمرشد العام للجماعة الدكتور محمد بديع هى علاقة روحية ولن يكون لمرشد الجماعة أى تدخل فى شئون الرئاسة فى حال فوز مرسى فى جولة الإعادة أمام أحمد شفيق. مارجريت عازر: كل مرشح له أسلحته ومن حق مرسى أن يرد على هجوم شفيق من منطلق آخر، قالت النائبة مارجريت عازر، عضو مجلس الشعب عن حزب الوفد، إن مرشحى الرئاسة سواء كان الفريق أحمد شفيق أو الدكتور محمد مرسى، مرشح جماعة الإخوان المسلمين، له حملته الانتخابية وسلاحه الذى يستخدمه فى مواجهة خصمه فى النهاية. وأشارت عازر إلى أن كل مرشح له خطته الانتخابية التى يعتمد عيها، لكن فى النهاية المواطن المصرى هو صاحب القرار النهائى فى ذلك. وأضافت عازر أنه ليس كل الناخبين فى مصر على نمط واحد فى الوعى السياسى لتمييز من سيصلح معها من عدمه لاختياره كرئيس للجمهورية. ونوهت عازر بأنه من حق المرشح الدكتور محمد مرسى أن يرد على هجوم شفيق عليه، ويوضح للمواطن المصرى حقيقة الأمور ووضع الأمور فى ميزانها الصحيح والمناسب.