خيم الحزن على قطاع كبير من المواطنين بعد صعود أحمد شفيق لجولة الإعادة فى الانتخابات الرئاسية، وانطلقت المظاهرات فى الشارع المصرى بعد إعلان اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية خسارة مرشحى الثورة، وعلى رأسهم عبد المنعم أبو الفتوح وحمدين صباحى وصعود الفريق أحمد شفيق آخر رئيس وزراء للرئيس المخلوع حسنى مبارك؛ لخوض جولة الإعادة أمام مرشح الإخوان الدكتور محمد مرسى، وما بين ناقم على صعود شفيق، ومعترض على خسارة مرشحى الثورة، زحف الآلاف للميادين فى عدد من المدن المصرية يعلنون رفضهم لنتائج الانتخابات، فى سابقة غريبة ومثيرة للدهشة. المظاهرات ستزيد التعاطف مع شفيق أكد الخبراء والمحللون أن المظاهرات التى انطلقت فى العديد من الميادين المصرية على رأسها ميدان التحرير اعتراضًا على صعود شفيق لخوض الجولة الثانية من الماراثون الرئاسى أمام مرسى ستجلب مزيدًا من الدعم والتعاطف الشعبى مع أحمد شفيق؛ لأن الشعب المصرى عاطفى بطبعه وأن المظاهرات المناهضة له ستزيد من التصويت له فى جولة الإعادة، خصوصا بعد حرق مقر حملته الانتخابية فى الدقى، مما أكسبه تعاطفًا أكثر. وفى نفس الوقت أكد الخبراء الأمنيون أن المظاهرات ستقل بالتدريج لأنها ليست قائمة ضد الفساد مثلما كان يحدث فى عهد النظام السابق، لأنها قائمة هنا اعتراضًا على الديمقراطية والإرادة الشعبية والصناديق الانتخابية التى جاءت بشفيق إلى جولة الإعادة، مستبعدين فى الوقت ذاته حدوث حرب أهلية فى مصر خلال الأيام القادمة أو حتى بعد جولة الإعادة، وذلك على غرار ما حدث بالجزائر مع جبهة الإنقاذ. وفى إطار ذلك رصدت (المصريون) آراء المحللين والخبراء الأمنيين للوقوف على مدى تأثير المظاهرات المناهضة لشفيق على شعبيته والتصويت له فى جولة الإعادة وإمكانية حدوث اضطرابات فى مصر خلال الأيام القادمة. المظاهرات ستكسب شفيق مزيدًا من التعاطف فى البداية أكد طارق سباق عضو مجلس الشعب ونائب رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الوفد، أن المظاهرات التى انطلقت فى العديد من المحافظات فور إعلان الإعادة بين الدكتور محمد مرسى مرشح جماعة الإخوان المسلمين والفريق أحمد شفيق هى نتيجة الاضطرابات التى تعيشها مصر بالتأكيد. وأشار سباق إلى أن هذه المظاهرات من المحتمل أن تؤدى إلى التعاطف مع الفريق أحمد شفيق وترفع أسهمه فى جولة الإعادة وتزيد الكتلة التصويتية له عكس كل التوقعات. وأضاف نائب رئيس الهيئة الوفدية أن الشعب المصرى يغلب عليه الطابع العاطفى خصوصًا المواطن العادى والذى يمثل الأغلبية من الشعب المصرى وعندما يرى أن شفيق ينادى بالديمقراطية ويمد يده للحوار والمتظاهرين يحرقون مقراته وينددون به سيتعاطف المواطن معه ومن الممكن أن يصوت لشفيق فى جولة الإعادة. وأوضح سباق أن ليس كل من أعلن دعمه للمرشح الإخوانى محمد مرسى أو أحمد شفيق سيقف معه حتى النهاية بل من الممكن أن يغيروا رأيهم فى النهاية. واستبعد سباق حدوث اضطرابات فى مصر خلال الأيام القادمة بعد إعلان خوض شفيق جولة الإعادة أو حتى لو فاز شفيق فى جولة الإعادة. مشيرا فى الوقت ذاته إلى أنه لو حدث ذلك سيكون محدودًا لأنه علينا احترام نتيجة الصناديق وإرادة الناخبين طالما احترمنا نتيجة الصناديق فى الانتخابات البرلمانية والتى جاءت بالقوى الإسلامية كأغلبية فى برلمان الثورة فلماذا لم تخرج المظاهرات إلى ميدان التحرير. ونوه سباق أن فوز مرسى أو شفيق بالرئاسة أحلاهما مر ويجب أن يحترم الثوار إرادة الناخبين ونتيجة الصناديق الانتخابية وأن المظاهرات الفئوية لن تؤثر بشكل كبير على نتيجة الإعادة. وتوقع سباق أن تزيد نسبة التصويت فى جولة الإعادة عن الجولة الأولى لأن الشعب المصرى يريد أن يصنع مستقبله بنفسه دون وصاية من أحد. حسين عبد الرازق: مظاهرات رفض الديمقراطية غير مقبولة أكد حسين عبد الرازق القيادى بحزب التجمع أن التظاهر حق للجميع ولكن فى شكل سلمى ولكن أن يتظاهر مواطنون رافضون نتيجة انتخابات غير مزورة هذا غير مقبول على الإطلاق وموقف غير ديمقراطى وفيه تعالٍ على الشعب وعدم ثقة فى إرادة الشعب الذى اختار وصوَّت فى الصناديق الانتخابية بمنتهى الديمقراطية. وأشار عبد الرازق إلى أن الشعب المصرى سيكون له رؤية محددة فى جولة الإعادة وسيصوت لمن يريد سواء كان مرسى أو شفيق ولن تؤثر هذه المظاهرات بالسلب أو الإيجاب على التصويت لمرشحى الإعادة . واستبعد القيادى بالتجمع حدوث تعاطف فى جولة الإعادة مع أحمد شفيق أو زيادة الكتلة التصويتية له بعد اندلاع مظاهرات ضده عقب إعلان خوضه جولة الإعادة مبررًا ذلك بأن الشعب المصرى ذكى بطبعه ويعرف جيدًا من سيحقق طموحاته عندما يصبح رئيسًا ولا يغير موقفه أى مظاهرات. ونوه عبد الرازق بأن لو ثبت أن خصوم الفريق شفيق كان لهم دور فى حريق مقر حملته بالدقى فى هذه الحالة سيكون هناك تعاطف مع شفيق فى جولة الإعادة وسيكسبه ذلك أيضًا كتلة تصويتية هائلة من الشعب المصرى نكاية فى خصومه السياسيين. عبد الله الأشعل: المظاهرات قد تؤدى لتعاطف المواطنين مع شفيق من زاوية أخرى، أكد الدكتور عبد الله الأشعل مساعد وزير الخارجية السابق ومرشح رئاسة الجمهورية سابقا أن المظاهرات التى حدثت فى بعض محافظات مصر وميادينها اعتراضا على نتيجة الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية هى تعبير عن الوضع المتوتر فى مصر. وأشار الأشعل إلى أن مظاهرات قوى الثورة فى مصر جاءت اعتراضًا على أمرين: الأول: خسارة مرشحيهم فى الانتخابات، وعلى رأس هؤلاء المرشحين حمدين صباحى وعبد المنعم أبو الفتوح واللذان جاءا فى المركز الثالث والرابع بعد مرسى وشفيق . والثانى هو صعود الفريق أحمد شفيق لجولة الإعادة أمام الدكتور محمد مرسى مرشح جماعة الإخوان المسلمين حيث يمثل شفيق للثوار امتدادًا للنظام السابق وسياسة الرئيس المخلوع حسنى مبارك. وأضاف مساعد وزير الخارجية السابق أن هذه المظاهرات ضد صعود شفيق لجولة الإعادة ستكسبه مزيدًا من التعاطف من قبل المواطنين الذين لا ينتمون لأى تيارات دينية أو أحزاب سياسية. ونوه الأشعل بأنه للأسف الشديد أفسد النظام السابق عقول المصريين وجعلهم يفكرون بعواطفهم ونحن شعب عاطفى بطبعه. مصطفى إسماعيل: المظاهرات ستزيد من شعبية شفيق من منطلق آخر، قال اللواء مصطفى إسماعيل الخبير الأمنى والإستراتيجى أن أولى قواعد اللعبة الديمقراطية هى احترام نتيجة الصناديق الانتخابية وأن المظاهرات التى انطلقت فى مصر عقب إعلان خوض الدكتور محمد مرسى مرشح جماعة الإخوان المسلمين جولة الإعادة أمام الفريق أحمد شفيق ستقل بالتدريج يومًا عن الآخر. وأضاف إسماعيل أن هذه المظاهرات التى انطلقت اعتراضًا على وصول شفيق لجولة الإعادة أمام مرسى ستصب فى النهاية لصالح الفريق شفيق وستكسبه مزيدًا من التعاطف الشعبى؛ لأن المصريين تغلب عليهم العاطفة والديمقراطية. وأشار إسماعيل إلى أن هذه المظاهرات ستزيد من شعبية شفيق ولن تقلل منها وسيحصد كتلة تصويتية كبيرة فى جولة الإعادة. ونوه الخبير الأمنى بأن هذه المظاهرات لن تأتى بفوز شفيق على حساب مرسى إذا كانت شعبيته فى الأساس متدهورة ولكنها ستزيد شعبيته قوة إذا كانت كبيرة. وأوضح إسماعيل أن قيام بعض المرشحين بالتلويح أن بقايا النظام السابق ستذهب إلى مزبلة التاريخ ستحسب ضده لا عليه، حيث إنه من المفترض أن يكون رئيسًا لكل المصريين وأن هناك 5 ملايين مصرى أعطوا أصواتهم لشفيق يجب ألا ننكرهم. واستبعد إسماعيل حدوث مظاهرات أو حرب أهلية أو مليونيات فى التحرير حالة فوز شفيق فى جولة الإعادة، قائلا: "المصريون اتحدوا فى 25 يناير ضد مبارك ورغبوا فى إسقاطه لفساده هو وحاشيته ومن ثم سقط لكن شفيق هناك ملايين المصريين أعطوا أصواتهم له فى الجولة الأولى للرئاسة وسيعطون له فى الجولة الثانية أيضًا وسيخرجون للدفاع عنه أمام مناهضيه فى حالة أصبح رئيسًا لأنه فى نظرهم رئيس شرعى جاء بالصناديق الانتخابية والإرادة الشعبية على خلاف مبارك".