شرىف رىاض ليست هذه المرة الأولي التي يؤكد فيها المشير طنطاوي أن مصر لكل المصريين وان القوات المسلحة لن تسمح بأن تكون لجماعة واحدة.. لكن كلام المشير شئ والواقع شيء آخر فمصر تسير في إتجاه مغاير تماماً يعيد سيطرة الحزب الواحد وديكتاتورية الأغلبية ولكن بصورة أسوأ.. ولا أدري إذا كان كلام المشير للاستهلاك المحلي أم إنه تحذير من إجراءات قد يتخذها الجيش إذا وصلت الأمور إلي طريق مسدود .. رغم كل ما ارتكبه النظام السابق من أخطاء فإنه لم ينكل بالمعارضين له ولم يحاول إقصاءهم كما يحدث الآن في ظل ديمقراطية الإخوان.. كان النظام السابق يحافظ علي وجود المعارضة حتي وإن إعتبرها ديكوراً يجمل الصورة الديمقراطية التي أرادها لمصر.. ولكننا نري الآن محاولات إخوانية أقل ما توصف به انها " بلطجة " لإقصاء كل القوي والتيارات السياسية المعارضة.. وإلا بماذا نصف الإعتداء التي تعرضت له المستشاره تهاني الجبالي نائب رئيس المحكمة الدستورية من جانب أنصار الإخوان في مؤتمر عمالي والهتافات التي إنطلقت ضدها مطالبه بطردها من القاعة بإعتبارها من الفلول! حدث هذا بعد أيام قليلة من الإعتداء في ميدان التحرير علي المرشح الرئاسي السابق أبو العز الحريري والناشط الحقوقي نجاد البرعي والنائب السابق حمدي الفخراني لموقفهم الرافض لقرار الرئيس مرسي بعودة مجلس الشعب المنحل للإنعقاد وهو القرار الذي الغته المحكمة الدستورية العليا. مثل هذه التصرفات لايمكن السكوت عليها لأن إستمرارها يهدد السلام الإجتماعي إلي حد قد يدخلنا لحرب أهلية.. فمن يقبل إقصاء المعارضين بهذه الصورة وتهديد أمنهم وسلامتهم.. أخشي أن تتخذ قوي المعارضة إجراءات إنتقامية ضد قيادات الإخوان في غيبة إحكام الشرطة قبضتها علي الأمن.. الإخوان يريدونها ديمقراطية تفصيل علي مزاجهم وسنري اليوم مثالاً لذلك.. إذا صدر حكم القضاء الإداري مؤيداً إستمرار الجمعية التأسيسية للدستور سيشيد الإخوان بالقضاء وإذا صدر الحكم بحلها سينزل الإخوان إلي الشوارع منددين بالقضاء والقضاة بأن الحكم لم يأت علي هواهم.. (هوه فيه ديمقراطية أحلي من كده !).