توفي ملك كمبوديا السابق نورودوم سيهانوك أمس في بكين عن عمر يناهز 98 عاما، وهو الذي طبع تاريخ النصف الثاني من القرن العشرين وظل يحظي باحترام كبير في بلاده بعدما حافظ علي وحدتها علي مدي عقود من الحرب. وتوفي سيهانوك الذي كان علي التوالي رئيسا للوزراء ورئيسا للدولة وملكا عايش كل مآسي بلاده، في أحد مستشفيات بكين إثر نوبة قلبية. وقضي ملك كمبوديا السابق القسم الأكبر من السنوات الأخيرة في بكين حيث كان يتلقي العلاج لإصابته بالسرطان والسكري وارتفاع ضغط الدم. والملك الذي كانت فترة ملكه من بين الأطول زمنيا في آسيا تنحي في أكتوبر 4002 بعد 06 عاما من العمل السياسي بسبب حالته الصحية لصالح ابنه سيهاموني. وعايش ملك كمبوديا السابق جميع محطات القرن الماضي في بلاده من الاستعمار الفرنسي وحتي عودة السلام إلي كمبوديا عام 8991 مرورا بعقود الحرب الأهلية ونظام الخمير الحمر المتطرف 5791 - 9791الذي تسبب بمقتل حوالي مليوني شخص. وسيهانوك الذي تزوج ست مرات وزوجته الأخيرة مونيك ايتزي عارضة أزياء سابقة من أصول ايطالية وكمبودية، رزق 41 ولدا، كان يستخدم موقعه الالكتروني باستمرار في الآونة الأخيرة ليفيد عن تطور وضعه الصحي أو يدلي بآرائه في الشؤون السياسية. وفي أكتوبر 2009? كتب انه عاش طويلا، مضيفا "هذه الحياة الطويلة أكثر مما ينبغي باتت تشكل لي عبئا لا يحتمل". وقال مؤخرا انه يريد أن تحرق جثته ويحفظ رماده داخل القصر الملكي في بنوم بنه. ولقب الشعب الكمبودي سيهانوك الذي كان يحب إلي درجة العبادة ب"الأب الكبير". وأعربت الصين عن أسفها لخسارة "صديق كبير" في بيان صادر عن وزارة الخارجية. وعاشت مملكة كمبوديا، المعروفة سابقا باسم كمبوتشيا والواقعة جنوب شرق آسيا، حربا استمرت أكثر من عشرين عاما قبل أن تصبح في 3991 ملكية دستورية وتنعم بسلام نسبي اعتبارا من 8991 ويبلغ تعداد سكان كمبوديا أكثر من 41 مليون نسمة من عرقية الخمير.