محمد عبدالمقصود لا أعول كثيراً علي وعود المرشحين سواء في انتخابات الأندية أو المجالس المحلية وحتي انتخابات رئاسة الجمهورية. ب ووعود الدكتور مرسي في الانتخابات من أنه سيحقق إنجازات في 001 يوم في المجالات الخمسة الصعبة: الخبز والوقود والأمن والمرور والنظافة.. وهي مجالات تحتاج إلي 001 سنة لتحقيق إنجازات ملموسة فيها إذا خلصت النوايا وكانت هناك إرادة سياسية للتنفيذ وتوفر التمويل اللازم.. أصبحت سراباً بالنسبة للجماهير. ب ومن هنا فإن ما ذكره الرئيس مرسي في حديثه عن إنجازات في هذه المجالات بنسب مئوية مرتفعة غير صحيح بالمرة.. والرجل معذور لأنه يعتمد علي تقارير يقدمها له وزراء الحكومة ومستشاروه.. ولكن الشعب الذي يكتوي بنار المشاكل يومياً يعلم تمام العلم أن الذي تم تحقيقه علي أرض الواقع لا يعدو أن يكون قرص اسبرين لمريض سرطان!! ب المرور ازداد سوءاً ولم يتحسن لأن المشكلة تكمن في قلة عدد المحاور العرضية والطولية التي تسهم في تخفيف حدة التكدس.. وهذا يتطلب ملايين الجنيهات لإنشاء هذه المحاور إلي جانب سنوات للتنفيذ.. وبالتالي فإن أزمة المرور لا يمكن حلها في 001 يوم ولا في 001 ألف يوم ما لم يتم إنشاء محاور جديدة للمرور. ب ومشكلة الخبز.. لم تتحسن.. ولم تزد سوءاً.. ولكنها كما هي محلك سر لأن سعر الدقيق المدعم يشجع أصحاب المخابز علي بيعه في السوق السوداء.. وحتي تنتهي الحكومة من الوصول إلي حل لمشكلة تحرير سعر الدقيق والسولار وشراء الخبز بسعره الحقيقي من المخابز وبيعه بالسعر المدعم للجمهور فإن ذلك يتطلب سنوات من النقاش والدراسات واتخاذ قرارات وتوفير التمويل اللازم ولا يمكن بذلك حل المشكلة في 001 يوم ولا بنسبة 1٪. ب ولن أتحدث عن مشكلة الوقود ونقل السولار والبنزين واختفاء أنابيب البوتاجاز لأنها تحتاج في المقام الأول إلي ضمير يقظ.. ومراقبة أصحاب الضمائر الميتة الذين ينتهزون كل أزمة لتحقيق الثراء الفاحش علي حساب الشعب الغلبان.. وما نسمعه يومياً من توفير مئات الملايين من الدولارات لتوفير السولار والبنزين.. وضبط مئات الأطنان من السلعتين تباع في السوق السوداء وتهرب إلي غزة وتركيا.. ومن هنا فإن حل المشكلة حلاً جذرياً يتطلب شهوراً طويلة .. ومن هنا فإن الإنجاز في هذا البند بالسالب وليس إيجابياً. ب ومشكلة القمامة والنظافة تحتاج لتغيير سلوك الشعب نفسه وهذا يتطلب تغيير ثقافته وتوجيهه نحو سلوك ايجابي تجاه بيئته وذلك لن يتأتي بقرارات فوقية.. ولا بحملات لرفع القمامة ولكن بالتربية البيئية السليمة وهذا يحتاج سنوات.. وقد قامت الحكومات المتعاقبة بمحاولات لرفع القمامة من الشوارع وفشلت.. لأن الشعب يلقي بقمامته في الشارع بدون مبالاة وتعود بصره علي رؤية القبيح من طول معايشته لأكوام القمامة.. ولهذا فإن المحقق في هذا البرنامج ليس 04٪ كما ذكرت التقارير التي اعتمد عليها الرئيس مرسي.. ولكنها لا تتعدي 4٪ فقط. ب بقيت مشكلة الأمن.. وهذه للأمانة يمكن أن نقول إنه تم تحقيق نسبة معقولة فيها وهذا ليس راجعاً إلي عهد الدكتور مرسي وأيامه المائة فقط.. بل إلي الفترة الانتقالية أيضاً التي ركزت علي إعادة الأمن للشوارع.. ولذلك فالنسبة المحققة خادعة. ب