جلال عارف تجيء أعياد اكتوبر هذا العام وجيشنا الوطني يخوض معركة صعبة لاسترداد سيناء مرة أخري »!!« ولانقاذها وانقاذ مصر من عربدة عصابات الارهاب ومن اخطار التآمر الخارجي علي وحدة تراب الوطن واستقلال إرادته. ونتحدث هذه الايام كثيرا عما حدث من اهمال لسيناء طوال السنوات الماضية، ونتناسي حقيقة ان ماحدث لسيناء كان صورة لما حدث لمصر كلها!!.. لقد كانت الآمال بعد اكتوبر بقدر حجم الانتصار، وكانت الابواب تفتح أمامنا لنحقق العبور الاقتصادي والسياسي والعلمي، كما حققنا العبور العسكري العظيم في اكتوبر.. وبدأ العالم يتحدث عن كتلة عربية تقودها مصر لتصبح القوة السادسة في العالم كما كان يقال في هذه الايام. لكن ماحدث بعد ذلك كان درسا يمكن ان يكون عنوانه الرئيسي هو: كيف تبدد الانتصار العظيم؟!.. انتظر الناس ثمار اكتوبر، فإذا بها تذهب لمن لايستحق!! وانتظر الناس أن ينتقل اسلوب التخطيط والادارة العلمية الذي ادرنا به حرب اكتوبر الي كل مؤسسات مصر، فإذا بنا ننتقل الي الادارة بالفهلوة بديلا عن العلم!! وانتظر الناس أن تتأكد الارادة الوطنية المستقلة لمصر فإذا بنا أمام تسليم 99٪ من اوراق اللعبة لامريكا!! وعندما وصلنا الي محطة كامب ديفيد والمعاهدة مع الكيان الصهيوني، لم يكن ذلك هو الحصار المطلوب لنصر اكتوبر، بل كان النتيجة الطبيعية لسنوات من تبديد هذا الانتصار!! ولم تكن القيود التي وضعتها المعاهدة علي تواجدنا العسكري في سيناء، إلا انعكاسا علي قيود عديدة علي حركتنا السياسية في العالم العربي وافريقيا بالذات، وعلي سياستنا الاقتصادية منذ الانفتاح السبهللي، الذي دمر الصناعة الوطنية وأقام دولة للسماسرة والفاسدين الذين نهبوا ثروات الوطن وتركوا نصف الشعب تحت خط الفقر. تأتي ذكري اكتوبر هذا العام وجيش مصر يخوض حربا جديدة لاستعادة سيناء من براثن الارهاب ومخططات الاعداء.. استعادة سيناء لن تكتمل إلا بالغاء القيود التي فرضتها المعاهدة علي حركة الجيش المصري. ثورة يناير فتحت الباب امام تصحيح الاوضاع، الامر ليس سهلا ولكنه ضروري.. فلا يمكن بعد الثورة ان تبقي التزامات تجعل أمن اسرائيل ومصالح امريكا فوق مصلحة مصر وأمنها واستقلال ارادتها. بعد ثورة يناير انفتحت الابواب امام تصحيح الاوضاع.. فهل نفعل؟ أم نكتب فصلا جديدا في كتاب قديم عنوانه : »المختار.. في تبديد الانتصار«؟