جلال عارف أرجو أن نأخذ ما يجري علي أرض سيناء بالجدية الواجبة، وأن ندرك جميعا أننا في حرب حقيقية. حرب لا نملك فيها إلا خيارا واحدا وهو الانتصار الكامل والحاسم، لأن البديل لا قدر الله سوف يضعنا أمام كارثة. تخوض قواتنا المسلحة المعركة في ظروف صعبة، وبعد سنوات من الفراغ الأمني والإهمال في مقاومة عصابات الإهارب في سيناء، وفي ظل قيود مازالت للأسف الشديد موجودة بحكم المعاهدة مع العدو الإسرائيلي. ومع ذلك فنحن قادرون علي قهر كل هذه الظروف، وتحقيق النصر الذي لا بديل عنه، إذا توحدت الصفوف وراء جيشنا الوطني وهو يخوض الحرب في سيناء، وإذا استطعنا حشد كل جهدنا لضرب معاقل الإرهاب.. فهل نحن كذلك؟! عندما نتحدث عن وحدة الصف الوطني فنحن نعرف أن الملايين من أبناء هذا الوطن تقف وراء الجيش في معركته، وهي تطلب الثأر لشهدائها وتعرف أهمية استعادة السيطرة الكاملة علي هذا الجزء العزيز من أرض الوطني في سيناء. ولكن.. ماذا عن انقسام بين القوي السياسية يمزق قلب الوطن؟ وماذا عن صراعات السلطة التي تحول مؤسسات الدولة إلي جزر منعزلة؟ وماذا عن شراكة وطنية مطلوبة يتم القضاء عليها بمنطق الهيمنة والاستحواذ؟! وعندما نتحدث عن حشد الجهد الوطني في هذه الحرب الحاسمة، فلابد من التساؤل حول قدرة الحكومة الحالية علي القيام بهذا الدور!! ومع الاحترام الكامل لأشخاص الوزراء، فإن القضية هي: هل هذه هي الحكومة المناسبة لدولة في حالة حرب نعرف أنها ستكون قاسية وصعبة، ونعرف أن علينا أن نحسمها في أقرب وقت حتي لا تتحول إلي فخ لاستنزاف كل مصادر قوتنا لسنوات طويلة قادمة؟! ثم.. حين نقول إننا ذهابون لاستئصال الإرهاب من جذوره، فإن السؤال هو: كيف نخوض الحرب وظهرنا مكشوف؟ كيف نذهب لقتال هذه العصابات، بينما صوتها يعلو من قنوات تليفزيونية تنشر الدعوة للتكفير والقتل باسم أشرف الرسالات السماوية؟ وكيف نخوض الحرب ضد هذه العصابات، ثم نتركهم يغتصبون آلاف المساجد في كل أنحاء مصر ويستخدمون منابرها لتشويه الإسلام الحنيف، ولتجنيد الأتباع في عصابات التطرف والإرهاب؟! أيها السادة.. نحن في حرب لا يجوز فيها هذا العبث!!