حوارات الرؤساء مع الاعلاميين تجذب الملايين لمتابعتها قراءة أو استماعا أو مشاهدة، ولهذا يتم الإعداد لهذه الحوارات إعدادا يراعي توفير كل عناصر الجذب والاقناع معا. في الحوار الذي بثه التليفزيون المصري مؤخرا مع الرئيس محمد مرسي نجح الإعلان قبل ايام في بث اللقاء في حشد الملايين لمتابعة الحوار. وبدأ الحوار منذ اللحظات الأولي يخيب توقعات خبراء الاعلام الذين علقوا آمالا عريضة علي قدرة هذا الحوار علي جذب وإقناع الجماهير العريضة بما أراد الرئيس ان يقنع الجماهير به. أولا: جاء اختيار المحاور الذي أجري الحوار اختيارا بائسا فالشاب الذي تم اختياره لا يملك الحد الأدني من القدرات التي تؤهله لاجراء مثل هذا الحوار، وكان هذا الشاب مرتبكا وهو يقرأ الاسئلة وكأنه يطالع مقطوعة في كتاب القراءة الرشيدة؟ بل انه لم ينتبه الي ان الرئيس عندما وجه له سؤالا اجاب عن موضوع آخر ولولا تنبه الرئيس بعد ذلك وعودته للاجابة علي السؤال لمضي حضرة المحاور الي سؤال آخر دون أن يتنبه الي ان اجابه الرئيس لم تتعرض للاجابة علي سؤاله. ثانيا: تدفق الرئيس محمد مرسي كعادته وهو يتحدث بلغة فصحي يجيدها، وبدا في تدفقه أن هذه الاجابات تم اعدادها سلفا وان الحوار هو في حقيقته حديث أو خطاب موجه الي الامة، وفرق بين خطاب يوجهه الرئيس وبين حوار يفترض ان يتعرض لامور تشغل الجماهير ويوجه فيه المحاور ما يثار من قضايا أو نقد للرئيس وتكون اجابات الرئيس من حيث الموضوع كاشفه لمعلومات توضح مالم تعرفه الجماهير العريضة وأثار تساؤلاتها أو نفدها. والمحاور مطلوب منه ان يراجع الرئيس لمزيد من الايضاحات أو للاعتراض علي بعض ما قاله الرئيس بطريقة لائقة ومن حيث طريقة الاداء فالحوارات الناجحة يجري الحوار فيها بين المحاور والرئيس بعبارات الخطاب اليومي الذي تتعامل به الجماهير في الحياة اليومية. ثالثا: البيانات أو الخطابات الرئاسية الموجهة للأمة هدفها تقديم سياسات وفكر وموقف الرئيس من قضايا رئيسية داخلية أو خارجية وهذه الخطابات أو البيانات تصاغ عباراتها بدقة بالغة بعضها يجنح الي الاشارات الموحية التي تترك للنخب والدوائر السياسية الخارجية والداخلية فرصة تأويل وتفسير هذه الاشارات ودلالاتها.