في خضم التوترات التي يشهدها العالم من جراء عرض فيلم "براءة الإسلام" الذي يسيء الي الاسلام والمسلمين صدرت مذكرات سلمان رشدي، هذا الكاتب البريطاني، الهندي الأصل، صاحب رواية "آيات شيطانية" المسيئة للإسلام وللقرآن ليزيد الطين بلة. تحكي المذكرات التي تحمل اسم " مذكرات چوزيف أنطون" السنوات العشرة التي عاشها رشدي متخفياً في بريطانيا بعد إصدار الخميني فتوي بإهدار دمه لإصداره روايته المثيرة للجدل، التي يهزأ فيها برسول الإسلام صلي الله عليه وسلم وبزوجاته وبالمقدسات الإسلامية والأنبياء والملائكة بصورة فجة، ويجري علي ألسنتهم الألفاظ النابية. استمد رشدي عنوان المذكرات من اسمه المستعار الذي استخدمه أثناء تخفيه، حيث استخدم الأسمين الأولين من أسماء الكاتبين الشهيرين "چوزيف كونراد" و"أنطون تشيكوف". تروي المذكرات أحداث هذه السنوات العشر التي تعامل فيها مع البوليس والمخابرات طلباً للدعم والحماية وكيف تعايش وعائلته مع هذه المرحلة والتهديدات التي تلقاها بالقتل. وكيف كان يقوم بزيارات سرية لبيوت أصدقائه،. أشار رشدي في كتابه أن رجال الشرطة رافقوه حتي في الحمامات خشية من اغتياله، لكنه رفض ارتداء شعر مستعار وقناع يغير ملامح وجهه وسترات واقية من الرصاص. وكشفت صحيفة "صنداي تايمز" في عرض سبق نشر الكتاب المنازل التي عاش فيها وأسماء الأشخاص الذين استقبلوه، ومن بينهم صديقه الروائي وكاتب السيناريو المسلم "حنيف قريشي". ويحكي رشدي كيفية استعادته لحريته. كما يروي وقائع من يومياته: كيف كان يذهب إلي العمل؟ وكيف وقع في الحب؟ يجعل رشدي من قصة كفاحه هذه، رواية عما يسميه النضال ضد التخلف والجهل، واضطراره لأن يكتب كثيرا في تبرير بعض مقولاته. يذكر أن سلمان رشدي ولد في عام 1947 بمدينه بومباي في الهند من عائلة مسلمة وتخرج في كلية كنج كولدج بجامعة كامبردج ببريطانيا، وصدرت أولي رواياته عام 1975 تحت عنوان جريموس، لكنه حصل علي جائزه بوكر الانجليزيه عام 1981 عن كتابه »أطفال منتصف الليل«، وجاءت روايته آيات شيطانيه عام 1988 ليحوز عنها بجائزه وايت بريد، وهي الرواية التي جعلت منه أشهر كاتب في العالم في غضون أسابيع فقط بسبب الضجة التي صحبت كتاب يسيء للإسلام وللآيات القرآنية.