أرسلت وزراة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" مدمرتين إلي السواحل الليبية في أول رد فعل علي مقتل السفير الامريكي وثلاثة آخرين في الهجوم علي القنصلية الأمريكية في بنغازي بهدف الاستعداد لأي مهمة قد تكلف بها من قبل الرئيس الامريكي ضد اهداف ليبية. يأتي ذلك بينما اجري الرئيس اوباما اتصالا هاتفيا بالقيادة الليبية وحثهم علي تعقب مرتكبي الجريمة، كما اجري اتصالا بالرئيس محمد مرسي وحثه علي تأمين وحماية الدبلوماسيين الامريكيين في القاهرة. وقال البنتاجون ان المدمرة (يو. اس. اس. لابون) اتخذت موقعها قرب السواحل الليبية والمدمرة الاخري هي (يو.اس.اس.ماكفول) في طريقها الي المنطقة. وأضاف أن المدمرتين تحملان صواريخ توماهوك وليس لديهما مهمة محددة، ولكن لديهما اوامر بالاستعداد لاي مهمة طارئة بتكليف من الرئيس الامريكي. وبذلك يرتفع عدد القطع البحرية الامريكية في مياه البحر المتوسط الي خمس مدمرات. وكانت "البنتاجون" قد قررت ارسال عناصر اضافية من مشاة البحرية الامريكية لتأمين مقر السفارة الامريكيةبطرابلس تحسبا لاستهدافها، كما قررت ارسال مجموعة من الطائرات بدون طيار، للتحليق فوق مدينة بنغازي، وعدة مواقع أخري في شرق ليبيا. وفي وقت سابق قال مسئولون حكوميون امريكيون ان هجوم بنغازي من المحتمل ان يكون نفذ بتدبير وتنظيم مسبقين. وقال المسئولون ان ثمة دلائل تشير الي احتمال ضلوع اعضاء جماعة متشددة تطلق علي نفسها "أنصار الشريعة" في تنظيم الهجوم علي القنصلية الامريكية في بنغازي. لكن البيت الابيض قال انه من المبكر تحديد هوية المنفذين او الجهة التي تقف ورائه. وفي غضون ذلك، أعلن المتحدث باسم اللجنة الأمنية العليا في وزارة الداخلية عبد المؤمن الحر ، أن السلطات الليبية شكلت "لجنة مستقلة" للتحقيق في الهجوم علي القنصلية الأمريكية في بنغازي في الوقت الذي مازال الغموض يحيط بملابسات مقتل السفير وزملائه. واكد انه تم اعتقال عدد من المشتبه فيهم، ولكنه اشار إلي أن التحقيق "معقد جدا" لأن الحشد الذي تجمع حول القنصلية "لم يكن متجانسا" حيث كان هناك متطرفون ومواطنون عاديون ونساء وأطفال ومجرمون. في غضون ذلك كشف نائب وزير الداخلية الليبي، ونيس الشارف، ان الوضع تدهور اثناء التظاهر أمام القنصلية الامريكية مساء الثلاثاء بعدما أطلق الحراس الامريكيون النار علي المتظاهرين. وقال ان المتظاهرين كانوا يعتزمون في البداية اسقاط العلم الامريكي والاحتجاج السلمي دون اقتحامها، ولكن الامر تطور وغضب المتظاهرون واقتحموا المبني بعد اطلاق نار من داخلها. واضاف انه بعد ذلك أمر بسحب الحراسة الليبية ونقل الدبلوماسيين الي مكان قريب ولكن حدث اختراق امني وتم مهاجمة المكان الذي تم نقلهم اليه، ولم يوضح الشارف تفاصيل مقتل السفير والثلاثة الاخرين. وتضاربت الروايات حتي الان حول العملية، حيث قالت تقارير ان السفير مات اختناقا بينما قالت تقارير اخري انه مات اثر استهداف سيارته بصاروخ ار بي جي اطلقه المهاجمون بينما كان يحاول الفرار مع عدد من مرافقيه.