نجاح مسلسل الفاروق عمر »إنتاج سعودي« تحديدا جرأته في تجسيد شخصيات الصحابة لأول مرة في الدراما العربية، فتح الطريق وبقوة، لإعادة النظر في قرار الأزهر القديم »1926« وموقفه الثابت والرافض لتجسيد شخصيات الأنبياء والصحابة والعشرة المبشرين بالجنة، في الأفلام السينمائية والأعمال الدرامية .. فالمخرج المسرحي عصام السيد، يستعد حاليا لتجسيد شخصية الحسين، وشخصية السيدة زينب علي المسرح، من خلال مسرحية »ثأر الله« لعبد الرحمن الشرقاوي، والتي يفكر المخرج في تقديمها علي مدي يومين متتاليين، حيث يقدم المسرحية، بجزءيها كاملين »الحسين ثائرا« و»الحسين شهيدا«. »ثأر الله« هي أكثر المسرحيات التي تعرضت للرفض والمنع والرقابة ..سبق أن قام الأزهر بوقف المسرحية، ليلة الاقتتاح علي المسرح القومي، من أخراج كرم مطاوع »1972« وتحايل المخرج، بعرضها أمام الجمهور لمدة 3 ليالي متتالية علي سبيل البروفة .. وفي عام 2002 حاول المخرج جلال الشرقاوي، تقديم المسرحية، ورفضت أيضا الرقابة علي المصنفات الفنية، ليس فقط بسبب قرار الأزهر بمنع تجسيد الصحابة وشخصيات آل البيت، ولكن أيضا لأسباب سياسية، حيث اعتمدت معالجة المسرحية، علي فكرة التوريث..! المسلسلات الايرانية كسرت، ومنذ سنوات تابو التجسيد الدرامي للشخصيات الدينية، من خلال تقديم مسلسلات حول (الإمام علي)، »الحسن والحسين«، »النبي يوسف« .. ولأول مرة (عربيا) تجسد شخصية »الفاروق عمر«، في مسلسل درامي من إنتاج سعودي وإخراج سوري.. هذا التحدي للمؤسسة الدينية أحرج بالتأكيد الدراما المصرية، والتي لاتزال أسيرة قرار الأزهر وموقفه القديم، وهو أيضا ما دفعها للخروج عليه، والاصرار علي تجاوزه.