بدأ المخرج المسرحى عصام السيد الجلسات التحضيرية للبدء فى بروفات مسرحية «ثأر الله» للكاتب الراحل عبدالرحمن الشرقاوى، التى تتناول حياة «الحسين»، والمسرحية مكونة من جزأين هما «الحسين ثائراً»، و«الحسين شهيداً»، والتى سبق أن رفض الأزهر تقديمها فى السبعينيات من إنتاج المسرح القومى، وإخراج كرم مطاوع. يقول المخرج عصام السيد: «المشروع يراودنى منذ فترة طويلة، وكان يمثل لى حلماً، ولكن نجاح مسلسل «عمر» الذى أنتجته السعودية، بموافقة عدد كبير من العلماء، هو الذى شجعنى على التفكير فى تقديمها، خاصة أن هناك كثيرا من الأحداث التى وردت فى النص تصلح لأن يتم تداولها والوقوف أمامها فى الوقت الحالى، منها فكرة الرجل الذى يتمسك بكلمته ولا يخضع لأية إغراءات دنيوية، بغرض الدفاع عن الحق فقط، كما أن المسرحية مكتوبة بلغة شعرية راقية على مستوى عالٍ، مما يغرى أى مخرج بتقديمها». وعن اعتراض الأزهر الشريف على تجسيد شخصية «الحسين» قال: «لا أفهم حتى الآن سببا لاعتراض الأزهر على تقديم شخصية «الحسين» و«السيدة زينب» فى عمل فنى، فالمهم هو المحتوى الذى يتم تقديمه على لسان الشخصيات، ومدى مواءمته للحقائق التاريخية، وليس من الطبيعى أن نتوقف أمام فتوى ظهرت فى العشرينيات بشأن تجسيد الصحابة وآل بيت النبى، مع كل المستجدات التى طرأت علينا، كما أننى معترض تماماً على أن تقوم الرقابة بعرض الأعمال الفنية على الأزهر أو الكنيسة لإجازتها، وهو الأمر الذى تحدثت عنه من قبل فى أولى جلسات تأسيس جبهة الإبداع». ويضيف: «أعتبر هذا تشددا لا معنى له، ولن أستجيب لاعتراض الأزهر حتى لو اضطررت لعرض المسرحية فى الشارع، وحالياً أقوم باختيار عدد من الوجوه الشابة لتقديم شخصية «الحسين» و«السيدة زينب»، بجانب عدد من الفنانين المحترفين لباقى الشخصيات، كما انتهيت من اختيار العناصر المساعدة مثل مصمم الديكور حازم شبل، والموسيقار أحمد شعتوت، ولأول مرة سيتم تقديم المسرحية على يومين، يعرض فى كل منهما جزء، الأول هو «الحسين ثائراً»، والثانى هو «الحسين شهيداً»، وحالياً أعكف على مشاهدة بعض شعائر الشيعة فى يوم عاشوراء لدراسة إمكانية الاستعانة بتقديمها فى العرض». يذكر أن مسرحية «ثأر الله» قد سبق تقديمها فى المسرح القومى عام 1972 من إخراج كرم مطاوع، وبطولة عبدالله غيث وأمينة رزق ويوسف وهبى وفردوس عبدالحميد وأشرف عبدالغفور، واعترض الأزهر على تقديمها قبل الافتتاح، مما اضطر كرم مطاوع إلى تقديمها لمدة ثلاثين ليلة كبروفات، دون أن يفتح شباك التذاكر وسط حضور جماهيرى غفير، ثم حاول المخرج جلال الشرقاوى تقديمها مرة أخرى عام 2000 وتقدم بالمشروع لمجمع البحوث الإسلامية فى الأزهر، ولكنه رفض أيضا، وجاء فى حيثيات الرفض أنه ليس لأسباب دينية، ولكن لأسباب سياسية تتعلق بأن الإعداد الذى قدمه يبرز رفض «الحسين» عليه السلام للتوريث فى الحكم، وكتب المجمع فى حيثيات الرفض: «إن هذا النص سوف يثير الفتنة النائمة التى لعن الله من أيقظها»، وتم إغلاق ملف تقديم هذه المسرحية من يومها وحتى الآن.