وسط اجتهادات تطوير الأزهر وتحديثه، وإعلان وثيقة الأزهر، لربط المؤسسة الدينية بالواقع والمتغيرات العصرية الحديثة، تبدو فتوي الأزهر الصادرة قبل تسعين عاما(1926) بمنع ظهور الأنبياء والصحابة والعشرة المبشرين بالجنة، من الظهور علي شاشة السينما، ومنع تجسيدهم دراميا.. تبدو فتوي قديمة، ضيقة الأفق، بحاجة الي إعادة نظر ومراجعة، بعد أن تجاوزها الواقع والزمن ،وتجاوزتها الأعمال الفنية نفسها، سقطت المحاذير والمخاوف، وتغير مفهوم القداسة، وتغير مفهوم الانتهاك، لم يعد تجسيد الأنبياء والصحابة في الأعمال الفنية يشكل انتهاكا ، أو أعتداء، أو تقليلا من مكانة تلك الشخصيات الجليلة.. كل شيء قابل للمناقشة والسؤال، وبات ضروريا وسط النوافذ المفتوحة، والرؤي المختلفة، من مخاطبة العالم بلغة حديثة ،وسط تقديم الشخصيات الدينية ،وتقديم شخصيات الأنبياء برؤي يهودية، أو أحيانا رؤي معادية للأديان، يصبح تقديم رؤي إسلامية ضرورة وتصويبا ورسالة.. ايران (دولة الملالي) الأكثر تشددا ومحافظة، هي الأكثر رنفتاحا علي العالم، وأكثر من فتح الأبواب في هذا المجال، من خلال تجسيد شخصيات الأنبياء والصحابة، فشاهدنا مسلسلات ( الحسن والحسين)، ( الامام علي)، (النبي يوسف) وهناك فيلم ايراني يصور حاليا يجسد شخصية الرسول عليه السلام.. تشدد الأزهر الذي سبق وأوقف محاولات يوسف وهبي لتقديم عمل عن الرسول، وسبق أن أغلق المسرح القومي لمنع عرض مسرحية (الحسين ثائرا) تأليف عبد الرحمن الشرقاوي ومن إخراج كرم مطاوع، وأيضا وقف في وجه نور الشريف لتقديم شخصية الحسين.. هذا التشدد لم يعد يشغل أحدا، كسر الفنانون المصريون جدار الصمت، وخرجوا علي فتوي الأزهر القديمة، وقدم الكاتب وليد يوسف مسلسل (الفاروق عمر) من إخراج حاتم علي..