رضا محمود كان من المفترض أن يكون عنوان هذا المقال "البؤرة القاتلة" تعبيرا عن الحالة المذرية التي آلت إليها الأوضاع في منطقة الحرمين بالمندرة - المجاورة تماما للمنتزه بالإسكندرية- وذلك بعد أن انفجرت البالوعات في كل شوارعها وأصبحت رائحتها لا تطاق، ليس في منطقة الحرمين وحدها ولكن انفجار البالوعات انتقل إلي عمارات الزهور التابعة للأوقاف والملاصقة أيضا لمنطقة الحرمين.. لاحظ حضرتك أن المنطقة اسمها الزهور أي أنه من المفترض أن تكون رائحتها فل وياسمين لا رائحة أسوأ ما يخرج من بطن الإنسان من مخلفات! ومشكلة انفجار البالوعات وطفحها في منطقة الحرمين وما حولها بالاسكندرية ليست أمرا جديدا ولا مستجدا فهي مشكلة عمرها يحسب بالسنين، فمنذ أن عرفت قدماي الطريق إلي المنطقة وأنا أري الشوارع "عايمة وغرقانة" في المجاري والروائح ذلامؤاخذة- النتنة، وكثيرا ما كنت أسأل سكان المنطقة: لماذا لاتشكون للحي حتي يأتي عمال المجاري "ليسلكوا" البالوعات؟!.. وبمجرد أن أنتهي من طرح السؤال تجئ الإجابة ساخرة: "زهقنا ومللنا وقرفنا من الشكوي بنفس درجة قرفنا من رائحة طفح المجاري.."! هذه المرة كانت من أسوأ المرات التي أري وأعايش فيها بنفسي تلك الحالة البائسة الميئسة التي يعيشها سكان منطقة الحرمين وقاطنو مشروع الزهور التابع - للأسف للأوقاف وهو الأمر الذي دفعني دفعا لكتابة هذا المقال لكي أنقل تلك الصورة والحالة البشعة التي أثق تمام الثقة أن أي مسئول لا أقول سيرفض العيش فيها لكنه سوف يشفق علي الكلب الذي يربيه في بيته من أن يقترب من تلك البؤرة الموبوءة القاتلة. لهذا السبب فقد قررت أن أغير عنوان المقال ليكون كما ترونه في الأعلي »أجازة الرئيس .. ليتها كانت في المنتزة « لأنني علي يقين من أن الرئيس محمد مرسي لو كان قد أمضي إجازة العيد السريعة في استراحة قصر المنتزة بدلا من استراحة الرئاسة في برج العرب لكانت قدماه سوف تقودانه بالتأكيد لعمل جولة في المنطقة المحيطة بقصر المنتزة وساعتها كانت عيناه سوف تصطدم بالحالة اللا إنسانية التي يعيش فيها سكان منطقة الحرمين ومشروع الأوقاف بالزهور. أتصور أنه لوحدث مثل هذا الأمر لكانت ليلة القدر قد انفتحت لسكان المنطقة المجاورة للمنتزة ، لأن الرئيس لم يكن ليقبل باستمرار مثل هذه المهزلة وسيصدر أوامره بإيجاد حلول فورية لهذا الوضع الكارثي الذي يمكن أن يؤدي إلي انتشار الكوليرا وغيرها من الأمراض القاتلة بين سكان المنطقة من متوسطي الحال وساعتها لانستطيع أن نستبعد أن تنتقل هذه الأوبئة إلي جميع أنحاء الإسكندرية، هذا طبعا بعد أن يكون الرئيس قد أصدر قرارا بإقالة المحافظ ومسئولي الحي التابع له سكان الحرمين وسكان مشروع الأوقاف المسمي علي غير الحقيقة والواقع والرائحة بمشروع الزهور، لأن هؤلاء المسئولين ومن هم علي شاكلتهم مازالوا يمارسون أعمالهم بنفس أسلوب باشوات الحزب الوطني- من داخل المكاتب المكيفة المزدانة بالزهور علي كل شكل ولون وتركوا عباد الله الغلابة يغرقون في طفح المجاري والحشرات والبلاوي ليل نهار.. ألا هل بلغت.. اللهم فاشهد.