ثريا درويش إذا كنا نرفض وندين كل أشكال البلطجة والإجرام التي تفشت بطول البلاد وعرضها من سرقة وقتل ونهب وسلب وفرض إتاوات وترويع آمنين وغيرها من مظاهر البلطجة والخروج الوقح علي الشرعية والقانون وفي ظل غياب أمني مريب.. فلا يجوز لنا أيضا أن نهلل ونصفق لعمليات الانتقام الجماعي والتمثيل بجثث هؤلاء الأشقياء عندما يقعون في قبضة ضحاياهم الآمنين المسالمين الذين كانوا حتي وقت قريب لا يعبأون إلا بالسعي وراء لقمة عيش حلال تغنيهم وأهليهم شرور العوذ والحاجة.. وجدوا أنفسهم في مواجهة شرسة مع عصابات وبؤر إجرامية منظمة لا ترحم ولا ترتدع..! إذا كان هناك ما يبرر ثورة الغضب وحالة جنون الانتقام التي تسود الشارع.. فما الذي يدفع إعلامنا لتأجيج روح التشفي والانتقام في نفوس أهلينا وأطفالنا.. حتي ان بعض الصحف صورت ما يحدث علي انه بطولة قومية علي كأس »الغاب« يفوز به الأكثر عنفا ودموية وتمثيلا بالمجرمين وأكثرهم وحشية واصطياداً للأشقياء فذكرت إحداها في صدر صفحتها الأولي مبشرة مهللة »الشرقية متوجة علي عرش التمثيل بجثث البلطجية«! وكأننا في سباق علي عرش مصر وليس في مأساة أمنية وأخلاقية تستدعي توحدنا لإحياء دولة القانون والأمن والأمان لا دولة البلطجة والانتقام والتنكيل بالآمنين أو حتي المجرمين! كفانا أربعا وخمسين حالة قتل وتقطيع وتنكيل بالجثث وكفانا فوضي وانفلاتا أمنيا وأخلاقيا.. اشتقنا لحضن المحروسة ودفء مشاعر أهليها.. اشتقنا ان نتنفس حبا وطمأنينة واستقرارا.. تعبنا أن نعيش الفوضي وجنون الانتقام فمصر باقية ما بقيت الحياة، دولة للقانون والمبادئ والأخلاق.. تأبي العودة للجاهلية أو أن يحكمها قانون الغاب.