رجاء النمر علي الرغم من أن رئيس الجمهورية »انتصر« لحرية الصحافة، وأصدر قراراً بقانون، وألغي الحبس الاحتياطي في جرائم النشر الخاصة باهانة الرئيس.. إلا انني مازلت خائفة. أخشي علي نفسي وعلي زملاء المهنة، ليس من قول الحق »كما آراه« وابداء الرأي، ولكن من عدم الموضوعية والكيل بمكيالين في تلك الجرائم إذا جاز أن اسمي ابداء الرأي وقضايا النشر جرائم. أري ومعي كثير من الصحفيين أن الصحافة والإعلام في مصر أصبحتا كما كانتا تماما.. قومية تخدم الحكومة والحزب والرئاسة، وحزبية تخدم أحزابها فقط، وآراءهم وتوجهاتهم السياسية لا غير.. وخاصة تخدم أصحابها ومصالحهم سواء سياسية أو اقتصادية. تاهت حرية الصحافة ولم تجد لها طريقة بين تلك النوعيات »إلا ماندر«.. الكتاب والصحفيين وأصحاب الرأي »كادت« الأقلام أن ترتعش في أيديهم.. أصبح الكل يتساءل.. علي من الدور القادم؟ وهل ستترك الآراء والأفكار والصحافة والحريات مكبلة بقيود يمسك بها بعض المحامين أو أصحاب المصالح.. كل يوم في محكمة شكل.. يرفع قضية علي ذلك ويتهم جريدة.. ويفقد حرية الصحافة أعز ما تملكه وهي »الحرية«. هل نسي هؤلاء أن ثاني مطلب من مطالب ثورة مصر كانت منذ ما يقرب من عامين هي الحرية.. وما تكون الحرية إن لم تبدأ بطرح الرؤي والأفكار، وتعريف المجتمع بكل ما يدور حوله. إن الدستور الذي ننتظره من جمعية تأسيسية تم تشكيلها علي غير توافق حتي الآن، لابد أن يتضمن بند الحريات قائمة كبيرة لحرية الرأي والتعبير، وتقليل أو إنهاء عقوبات الحبس في جرائم النشر واستبدالها بالغرامة.. أما قانون سلطة الصحافة وقانون نقابة الصحفيين فالاثنان يحتاجان إلي مراجعة وتنقية.. وقبل كل هذا أخذ رأي نقابة الصحفيين في كل كلمة تضاف أو تحذف، فالأمر يعنيها أولا، كما يعني المجتمع كله. وأما نقابة الصحفيين فأطالبها ومعي كثيرون تفعيل ميثاق الشرف الصحفي وتطبيق قواعد آداب المهنة علي كل من يخطئ، وأن تحاسب النقابة أعضاءها، قبل أن يحاسبها أحد.. بذلك تكون نسجنا خيوطا حريرية تحمي كل صحفي حر وصاحب قلم نظيف من الادعياء. السيد رئيس الجمهورية.. صحيح أنك »انتصرت« لحرية الصحافة.. لكن الصحافة تريد أن تحقق لنفسها ووطنها انتصارا أكبر من أن يصنعه أحد حتي لو كان رئيس الجمهورية.. شكرا لك.. لكن مازلنا نري، ولدينا الكثير لهذا الوطن. نريدها صحافة حرة.. ووطنا حر