بلاط صاحبة الجلالة ابدا لن يكون مفروشا ببساط سندس في كل الاحوال بل انه كشوارع العاصمة تتخلله بعض المطبات الطبيعية أما المطبات الصناعية في هذا البلاط فليست مفيدة كالتي بالشوارع لكنها تكون بمثابة فرملة تعوق القلم الصحفي وقد تقصفه. انها مهنة الأمل والألم في وقت واحد وسميت ايضا بمهنة المتاعب لما قد تجره علي صاحب القلم من معاناة. والصحافة سلطة عاقلة. والصحفي ميثاق شرفه هو الضمير اولا وقبل كل شيء لان هناك امورا كثيرة يتناولها اصحاب القلم. فجميع القضايا المهمة والتي تمس الشعب هي هموم يكتب عنها الصحفيون. وكل المشكلات والهموم تتحول إلي هموم وشئون صحفية. وهنا يكتب الصحفي بجرأة شديدة يتحسس الآخرون حروفها بحثا عن زلة قلم محاولين الانتقام ممن كشف الاخطاء.. ومتي قام صحفي ليتحدث بجرأة القلم ليشهره في وجه الفساد.. وكم هي قضايا الفساد التي كشفتها الصحافة.. وهل تحققت العدالة ازاء بعض هذه القضايا.. أم انه كان بعض ضحاياها اصحاب القلم. واذا كان اصحاب القلم عرضة للحبس فليجبنا قضاتنا وعدالتنا كيف سنستأصل آفات اصابت الزروع وجففت الضروع. لابد ان يكون لهذه المهنة ميثاق يحميها وايضا لامانع ان يعاقب الصحفي ولكن في الحالات التي يخل فيها بهذا الميثاق وليكن العقاب بالغرامة فالحبس لا يليق باصحاب القلم فاذا كان بعض المجرمين يناله عقاب الغرامة في احيان كثيرة فما بالك اصحاب الرأي والفكر والباحثين عن خلاص مواطنيهم من مشاكلهم وهمومهم. فهل يتساوي اصحاب الرأي والفكر بمن سرق وقتل! ان صاحب الرأي السديد لايشينه شيء طالما يضع نصب عينيه صدق رسالته وايمانه بها دون هوي أو تزييف. وان يكون ما يدافع عنه لصالح الوطن والافراد وليس لصالح اهداف شخصية. ولكن ماذا يحدث لو قام احد الصحفيين بتجريح احد الرموز أو واحد من المواطنين العاديين. أو قام بنشر اخبار تحدث بلبلة أو اثارة. لابد اذن من محاسبة يقرها ميثاق شرف نقترحه وليس قانونا يضع السيف علي الرقاب. اذا لابد للصحافة من ان تؤدي دورها في كشف الفساد والنهوض بالمجتمع الي غد أفضل. ان نقابة الصحفيين لابد ان تجاهد وتجتهد لحماية اصحاب القلم من خلال قانون يدعمه الرئيس مبارك بعقلانيته وحبه واحترامه لاصحاب القلم ويقره مجلس الشعب باقصي سرعة. نعم نقولها لا لحبس صحفي يقول الحق ولا لحبس صاحب قلم يناهض العبث والفساد ومتي اخطأ صحفي فهناك امور كثيرة تأديبية أما الحبس فيكون لمن خان الوطن أو خان الأمانة وشرف المهنة أو أضر بسلامة الوطن. نحن لانريد ان يقتل اصحاب المصالح الافكار البيضاء.. فلا لاغتيال حرية الكلمة والتعبير. وهناك دور مهم عن مسئولية رئيس التحرير في مراجعة ما يكتب وهي مسئولية تضامنية.. فمن حقه التوجيه أو التصحيح أو النشر أو الرفض. كل ما يخضع لصحوة العقل فهو عاقل.. ان عدسة رئيس التحرير تخفف معظم المتاعب. لذا لابد من حماية كل صحفي صادق في رسالته. وطبعا القانون لن يحمي المتطاولين علي الناس لذلك كان الحذر والدقة والحرص من اهم الاسلحة التي تحمي الصحفي. نحن نطالب باعادة التحقيق مع الزهيري ولماذا اصابه الحبس دون رفاقه.. انه أمر يحتاج لاعادة النظر! وسوف تنتصر العدالة!