محمد عبدالمقصود أسماعيل النقيب هو واحد ممن يعجز الانسان عن تصنيفه فهو أحد كبار الصحفيين الذين استهوتهم حرفة الأدب.. وأحد أبرز الأدباء الذين اختطفتهم مهنة البحث عن المتاعب عاش في محراب الصحافة أديبا.. وفي محراب الأدب صحفيا. وهو واحد من ابرز اعضاء مدرسة الكلامنجية أو الحكائين.. عندما تجلس لتستمع اليه لا يمكن ان تمل حتي لو جلست لعدة ساعات لأنه ينتقل بك من موضوع الي موضوع في سلاسة ويسر.. كان يقول لي دائما اذا أردت ان تكون صاحب منبر تخاطب الناس منه كل صباح من جريدتك فلابد ان تتعلم الادب حتي تصبح صاحب اسلوب مميز ولهذا فيجب ان تقرأ كثيرا في الادب شعرا ونثرا لتتعلم جمال الاسلوب ولتجتذب عين القاريء لما تكتب.. ويجب ان تتعلم الاقتصاد وتقرأ التاريخ وتهتم بعلم الجغرافيا سواء البشر والسكان أو التضاريس والمناخ أو الجغرافيا السياسية لانها الساكن الذي يحكم المتحرك. حرص النقيب في كل حواراته التليفزيونية وفي احاديثه مع اصدقائه علي لهجته المميزة التي تجمع بين العربية والشرقاوية نسبة الي محافظة الشرقية التي ينتمي اليها.. والتي وصفها الاستاذ موسي صبري رحمه الله بأنها لهجة لا عربية ولا شرقاوية ولكنها لهجة نقيبية نسبة لاسماعيل النقيب.. وقد اطلق الاستاذ النقيب علي منزله بالهرم لقب قصر الكلاملك لأنه كان يجتمع فيه اساطين الادب من شعراء وقصاصين الي جانب السياسيين الذين صادقهم النقيب بحكم عمله كمتخصص في الشئون العربية يتجاذبون اطراف الحديث أو الكلام حتي ينبلج نور الصبح. الذكريات مع الاستاذ اسماعيل النقيب كثيرة حيث كنت انتهز فرصة وجوده في مكتبه المجاور لمكتبي في الدور السابع بالاخبار وأدخل اليه »لانكشه« ويستمر حوارنا ساعات دون ان ندري بمرور الوقت حتي أصابة المرض الذي عاني منه طويلا وصبر علي البلاء وان كان يطل علي قرائه من خلال اليوميات الرائعة في جريدة الاخبار فحرمته من حواراته ومناوشاتي معه.. الي ان فوجئت امس بخبر رحيله الي خالقه تاركا الدنيا التي عاشها طولا وعرضا اشعارا وكتابات وحوارات وحكايات فإلي جنة الخلد ياأستاذنا.. ودعاء من القلب لك بالرحمة ولزوجتك الزميلة الفاضلة بركسام رمضان وكريمتيك أميرة وليلي خالص العزاء.. وإنا لله وإنا إليه راجعون.