فقدت مصر واحدا من عباقرة الكلمة هو المرحوم انيس منصور.. وانيس منصور كان عبقريا في كل فروع المعرفة.. له مؤلفات عظيمة اكثر من مئاتي كتاب في شتي انواع المعرفة.. وكان فيلسوفا قدم الفلسفة لقارئه في اسلوب سلس كما قدم كتابا في الرحلات لم يستطع احد ان يجاريه حتي اليوم وهو 200 يوم حول العالم.. وفيه قدم لنا الكثير من تقاليد الشعوب التي زار بلادها.. وفي عالم الصحافة كان استاذا لايشق له غبار.. لمع وهو بعد في شرخ الشباب رأس تحرير مجلة الجيل لأنه كان من شباب دار اخبار اليوم وقدم فيها فنا صحفيا جديدا في موضيعها وتبويبها.. واختاره الرئيس الراحل محمد انور السادات ليرأس مجلس إدارة دار المعارف واصدر جريدة اكتوبر لتكون لسان حال عهد السادات وفي هذه المجلة رأينا الجديد من التبويب والموضوعات واصطحب معه من دار اخبار اليوم العديد من المع كتابها ومنهم الزميل/ماهر فهمي الذي كانت له صولات وجولات في عالم النقد الرياضي علي صفحات اكتوبر. ولاننسي ان الراحل الكريم كان ضمن الحكائين الذين يجذبون الإنسان الذي يستمع اليه سواء في الاذاعة او التليفزيون.. وكان له ولع خاص بالغيبيات وطالما استمعنا اليه وهو يتحدث عن محمد جعفر وغيره من الذين يعرفون العرافة وكان مؤمنا صادق الايمان ولعل هذا هو الذي قاده إلي معرفة ما يخبئه القدر والمخضرمون منا لايزالون.. هوس السلة الذي اتي به الراحل وهو عملية تحضير الارواح عن طريق السلة.. وبعيدا عن كل هذا كان المرحوم انيس منصور رجل فلسفة من الطراز الاول عمل معيدا في قسم الفلسفة بكلية الاداب قبل ان يتفرغ للصحافة.. وكان من الذين يقدرون رجال الفكر العميق.. لهذا كان من رواد صالون عباس العقاد وكتب في كتاب اسماه في صالون العقاد.. كانت لنا ايام قدم فيه خلاصة تجربته في هذا الصالون الذي كان يضم العشرات من رجال الفكر والادب. رحم الله فيلسوف الادباء واديب الفلاسفة انيس منصور.