حازم نصر طالعت بمزيد من الدهشة بيان الدكتور عبد العزيز حجازي رئيس مجلس أمناء جامعة النيل الذي أصدره مؤخرا علي خلفية النزاع علي أرض مشروع زويل للعلوم . لم أصدق عيني وأنا أجد تلك العبارات شديدة اللهجة الموجهة للدكتور زويل ..فلم أتصور أن تصدر مثل تلك العبارات التي تحمل إتهاما له وتحذيرا من إستغلال أراضي ومباني جامعة النيل في جمع تبرعات لمشروعه بالتأكيد من حق الدكتور حجازي أن يدافع عن جامعة النيل التي يرأس مجلس أمنائها ويسعي بكل وسائله للحصول علي حقوقها لكن لا أحد يعرف ماعلاقة ذلك بالدكتور زويل فالرجل لم يقم بتخصيص الأرض لنفسه ولا لمشروعه. حكاية المشروع يعرفها الجميع ..فبعد حصول الدكتور زويل علي جائزة نوبل في الكيمياء عام 99 وحضوره لمصر تم تخصيص 270 فدان لإنشاء مؤسسة للتعليم والتكنولوجيا والبحث العلمي وتم وضع حجر الأساس للمشروع . تعثرالمشروع بعد ذلك لأسباب شخصية وسياسية أيام النظام السابق ولم تعد خافية علي فطن فتم تخصيص أرض المشروع لجامعة النيل في عهد الدكتور نظيف عام 2006 . وفي فبراير عام 2011 تنازل مجلس أمناء المؤسسة المالكة لجامعة النيل بصورة نهائية وغير مشروطة عن حق الإنتفاع بالأرض.. وفي أكتوبر من ذات العام قررمجلس الوزراء تخصيص الأرض والمنشآت لصالح مشروع الدكتور زويل ليتم إحياء الأمل في خروج المشروع للنور من جديد. المشروع ليس مجرد جامعة.. بل يشتمل علي ثلاث مكونات هي جامعة للعلوم الأساسية ومراكز متخصصة للبحوث في أدق وأعقد علوم العصر وهرم للتكنولوجيا لتطبيق نتائج البحوث علي أرض الواقع. تم تشكيل مجلس أمناء مشروع زويل من قامات علمية مصرية نفاخر بهم جميعا ومن بينهم الدكاترة مصطفي السيد ومحمد غنيم وفاروق الباز ومجدي يعقوب ولطفيه النادي. كما أنهي عدد من خلاصة عقول مصر المهاجرة في أحدث وأعقد فروع العلم عملهم بالخارج وحضروا لمصر مدفوعين بالوازع الوطني ومدركين أن الأوضاع في مصر قد تغيرت بالفعل وأنهم سيجدون أفضل بيئة بحثية تمكنهم من هدفهم برد الدين لوطنهم لإدراكهم أن المشروع سيمنح مصر قوة ناعمة وخشنة إذا لزم الأمر . من هنا كانت دهشتي من خلط الأوراق وتوجيه الهجوم علي شخص الدكتور زويل في هذا الوقت بالتحديد . وكنت أتمني من الدكتور حجازي أن يربأ بنفسه عن ذلك وأن يطلب من مسؤلي الدولة حل مشكلة جامعة النيل وأن يدرك أن معركته ليست مع الدكتور زويل ويجب ألاتكون علي حساب المشروع القومي الذي إنتظرناه طويلا لنهضة مصر والأنتقال بها للقرن الحادي والعشرين . أخشي من وأد مشروع نهضة مصر قبل ولادته والدخول به في أنفاق مظلمة من الروتين وبطيء القرارات وأستنزاف جهود العلماء ووقتهم في أمور عبثية فخسارتنا وقتها ستكون فادحة وحينئذ لن ينفعنا البكاء علي اللبن المسكوب.