قرارات رئيس الجمهورية تكتسب شرعيتها لذاتها وكونها قرارات رئيس شرعي للبلاد.. الرئيس لا يحتاج شرعية لقراراته من الشارع.. يجوز أن يتظاهر البعض ضد قرار أو اجراء لرئيس الجمهورية.. أما التظاهر لتأييد كل قرار من الرئيس فهو تهريج غير مفهوم ولا منطق له غير استمرار جماعة الأخوان المسلمين في فرض وصايتها علي الرئيس.. ورسالة واضحة وقوية للرئيس أننا اصحاب فضل عليك وندعمك ونساندك.. وبدوننا سيكون هناك شيء آخر.. كما تمثل هذه الدعوات والتظاهرات ارهابا للشعب.. من يعارض أي قرار للرئيس سوف نخرج ضده.. وهذه وصاية مرفوضة من الأخوان سواء لدعم الرئيس او ارهاب المعارضين.. ليس هذا من سلوك الدول المحترمة التي تنشد الاستقرار والتخلص من ظاهرة مليونيات تعطيل احوال الناس.. الدولة استقرت واصبح لها رئيس شرعي منتخب من الشعب ولايحتاج دعما من احد وقراراته شرعية بقوة القانون والدستور والنظام المؤسسي للدولة. والأغرب أن يختار حزب الحرية والعدالة وجماعة الأخوان المسلمين لهذه المليونية شعار »ختم القرآن وتأييد قرارات مرسي«..مرة أخري.. ويبدو أننا لن نخرج من الأزدواجية الكارثية علي البلد بالخلط الدائم للسياسة بالدين.. ما علاقة ختم القرآن بقرارات مرسي بإقالة المجلس العسكري أو حتي الحكومة التي أدت اليمين امامه منذ أيام.. هذه المليونيات مطلوب ان يتخذ رئيس الجمهورية منها موقفا حاسما بعدم تكرارها ورفضها نهائيا في المستقبل.. وهي »إهانة« لمؤسسة الرئاسة وفرض قيود علي الرئيس ومؤسسات الدولة الدستورية والشرعية.. البلد يحتاج اليوم إلي حالة هدوء واستقرار، لنبدأ العمل وتنطلق المسيرة.. أما الحالة التي تفرضها الجماعة بحقها هي في التظاهر والتأييد ورفض حق الآخرين في التظاهر السلمي للتعبير عن الرفض أو الاعتراض علي بعض اجراءات ادارة الدولة، فهي دعوة للفتنة وتقسيم المجتمع.. وتعرض البلاد لوضع يحفز علي تعميق الخلاف ويوفر مناخا لبعض الأيادي الخفية التي ترغب في اثارة القلاقل واثارة الفوضي والعنف.